و للحديث بقية...
عرفته ذات يوم في جلسة متواضعة .لقد حفظت صورة وجهه فقط ولم أدرك إسمه أبدا سوى أنني كنت أسمع أحدهم ينادي ....انتبهت فعرفت اسمه .إن ما غرني للجلوس معه هو معرفتي لأصديقاء كان يعرفهم .فلم أبخل على المبادرة بالتحية كلما رأيته .كان يرسل قهقهات غريبة وهو يتمتم بكلمات لم أدرك معانيها .أراه في مقهى متواضعة يلعب الورق و علامات الغباء ترتسم فاضحة جهله كاشفة زيف الاحاديث .يرشف قهوة سوداء و السيجارة بين أصابعة .لم أنس طيبة قلبي و عادات أمي الجميلة رحمها الله فأنحني متواضعا و أرسل التحية بكل صدق....هذا تواضع لمربي ألف العمل مع التلاميذ بكل حب و احترام ...ان الاسم يجعلك تبني الأفكار و قد يلهمك حقيقة واهية ....كنت ألوم أحدهم إذا تعمد عدم الاستجابة لبعض الطلبات ...و لكنني بعد هذه الفترة الزمنية اكتشفت بعض الحقائق ...كن سيدا ....لا للتواضع مع أشخاص أغبياء تكسوهم دناءة الحياة ....لا تسمع أحاديث الذين ليست لهم صفة الطيبة ...اغمض عينيك كلما رأيتهم.....عفوا بادرت بالحكم لأنني لم أكمل حديثي...كان لا يستحضر جملا مفيدة .فهو لا يدرك السمع عند الحديث و لا يحترم علامات الحوار و ليس له آداب الحديث....لقد داهمني فجأة بضوضاء عارمة ذات يوم و لم يحترم قيمة نفسه فنزل إلى أسفل بوطقة القمامة ...عرفته جيدا فلن أكون متواضعا مع مثل هؤلاء.....لأنه عاجزا عن الحديث كان يومئ بيديه رافضا فهم الحياة ....غاب بعيدا دون أن يعرف ما حدث ...قد يعجز الجاهل عن فهم جهله فهو لا يعلم أنه لا يعلم فهذا جاهل مائق فاجتبوه.......
ادريس الجميلي....29\\12\\2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق