تحرير الرغبة..قصة.. عماد أبو زيد
يحملُ إبريقًا نحاسيًا كبير الحجم، شد وثاقه على صدره، بحزام عريض من الجلد. ينادونه:
- يا عم علي أو يا عم محمد أو يا بتاع العرقسوس أو يا بركهَ.
لم يعنهِ يومًا أن يعرف الناس اسمه، الذي نادته به أمه، ظروف الحياة دفعته نحو الخروج إلى العمل في الشارع، منذ نعومة أظفاره.
يميل بجذعه مع الإبريق؛ كي يصب العرقسوس في كوب زجاجي طويل، يجذبه بأطراف أصابعه من بين أكواب عدة، استقرت في جراب حول خصره.
أحيانًا يتردد على "الاستوديو"؛ كي يظهر في مشهد أو مشهدين في أحد الأفلام أو يتحرك وسط المجموعات، لقاء بعض النقود.
- أتمنى أظهر في فيلم، وأردد ولو جملة واحدة يحفظني الناس بها.
كان هذا أقصى طموحه، قبل أن ينتصب تمثاله في قلب الميدان. حدث هذا بعد أن وقعت عين أحد المسئولين عليه مُصادفةً.
النيران كانت قد خرَّبتْ ديوان هذا المسئول، أتتْ على معظم الوثائق والصور الموجودة بـه، فـلاح بائـع العرقسوس -الذي يشبه ملامح القائد السابق- كطوق نجاةٍ لهُ؛ إذ كان مطلوبًا منهُ تحقيق رغبة الحاكم في تشييد تمثال له.
أحضروا الزي المناسب للصورة، التي يريدونه عليها؛ احتفظت "كاميراتهم" بها، وتركوه وشأنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق