وإنّي
برغم الفِراق أحبكِ
أحنّ إليكِ
حنان المروج لطير الحمامْ
حنان الرّضيع لثديي أمّه
فهلّا ترفّقتِ بقلبي قليلا !؟
كيما يسهو جنون اشتياقه
يغفو بحضن طيفكِ طفلاً
حسَّ الأمانَ ابتسمَ فنامْ
وهلّا رفقتِ بجفني قليلا!؟
علّ السّهاد يحنّ قليلا
يفكّ أسرَه ليلاً طويلا
يفكّ الشّراع يرسو ينام
وهلّا أعدتِ حروفي إليّ
لأكتب حبّي إليكِ شِعراً
لأكتب موتي فيكِ شِعراً
فإنّي بعد فراقنا ضعتُ
ضاعَت حروفي ضاع الكلامْ
وكيف لرجلٍ بمثل جنوني
بغير شفاهكِ يرجو المُدامْ!؟
وكيف لعيني تهوى الهجوع
لولا رؤاكِ تزور المنامْ!؟
وهل لي بغير رضابكِ عسلٌ
يداوي الجراح ويشفي السّقامْ!؟
تطلين قمراً يمحو شجوني
يضيء الليالي
برغم الضّباب و رغم الغمامْ
ورغم ألوف ألوف النّساء
وكلّ الحضور وهذا الزّحامْ
يمرّ خيالكِ ضيفاً عزيزاً
فتبقين أنتِ يصرْنَ وهامْ
وأنتِ أنتِ
تمرّ العصور تشيخ الزّهور
ووجهكِ يبقى بدر التّمامْ
وإنّي إنْي
مهما ابتعدتُ فمنكِ إليكِ
أحنّ إليّ الذي ضاع فيكِ
أحنّ إليكِ
فأنتِ البداية و أنتِ الختامْ
بقلمي
غياث خليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق