عالم غريب
في الخارج عالم غريب
بوم وثعبان وغراب يتربص
وضباع تتراقص
عالم مثير للزيبة
يملأ القلب توجّس
وهذه الشرنقة تزداد سمكا
خلتها سكنا لي
تقوى مناعتي
بأست لها في البديئة
لا سلاح لديا يرد المظالم
لا عتاد ولا غنائم يلتف حولها الطامعون
لا مزاج لديا ولا مصالح ولا ظنون
لكي انافق أو اخون
تزداد الشرنقة سمكا
تضاءل منسوب الهواء الصالح للحياة
أشعر بالإختناق ولا سبيل للخروج
أرهقني الكفاح وطال صراعي
تثاقلت تراجعت خطاي وخارت قواي
وفي قمّة ضعفي وانهياري
تهتز الشرنقة وتنشقّ لتفتح السبيل
بلا جهد ولا معاول
يبدو أن لحظة الطلق حانت
وآن أوان الولادة
لكن لم تسعفني الرغبة والقدرة
كم حلمت ان احلق عاليا في شموخ
لاكتشاف عوالم وتذوق ثمار
والتضوع بعطور
وربما لارتكاب بعض الذّنوب
ذلك العالم صار غريبا عني
او ربما صرت انا الغريب
تشبثت بخرقي القديمة
بأشيائي البدائية
وربما كان ذلك أصل القضية
قيل أنها حضارة النور
تلك المترامية في الضفة الاخرى
لماذا اذا أرى النور من خلفي
و أتطلع خارجا فأتوه في الضلام؟
انكفؤ على نفسي في وضع الجنين
ادسّ رأسي بين اذرعي
وألوذ بالصّمت الرّهيب؟
هؤلاء الفتية كانوا معذورين
ظلمة الكهف صارت ملاذا آمنا
في زمان العابثين
وصار الرّحيل خيارا
وصار الشّك يقين
بقلمي "نعيمة نوّار"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق