الاثنين، 23 ديسمبر 2024

جورية كانون بقلم د. محفوظ فرج المدلل

 جورية كانون

جوريةٌ في بردِ كانونٍ
تنوسُ لوحدِها
وَكَمِثلِ غانيةٍ تَتيهُ بِدَلِّها
وبدا لخضرتِها التَكوُّرُ والنُّموُّ بكأسِها
لكنْ بِبِطئٍ
قد مضتْ أيامُ لم ألمحْ تَفتُّحَها
وسألتُها : ماذا أصابكِ
أنتِ أغلى كلَّ شيءٍ
في الرِّياض ؟
قالتْ أرادَ اللهُ لي عمراً طويلا
سَخَّرَ البردَ الصَّقيع
وَكلَّما حاولتُ أن أنشقَّ عن كأسي
يُلَمْلمُني وَيحْضنُني ويمنعُني
يقولُ إنّي كم أحبُّك
قد حباكِ اللهُُ عمراً أطولا
ولَوْ ابتسمتِ فحسنُكِ الأخّاذِ يغري
من يراكِ ويقطعك
إنّي أحبُّ شذاكِ يعبَقُ بينَ أنسامي
أذيعُ عبيرَهُ للعابرين
أدعو الفَراشاتِ الجميلةِ
كي تُقبِّلَ ثغرَكِ الظامي
إلى القُبُلاتِ
تمسحُ كاهلَ الأحزانِ عنكِ
…………..
……….
وبقيتُ حالمةً يغطّيني دثاري
كُمِّي يُسَبِّحُ في رحابِ الله
كأسي رويداً فُلَّ
عن أوراقيَ الحمراء
إنّي لم أزلْ مَلمومةً
والبردُ زادَ مؤجلاً إرخاءَ أزراري
فأجبْتُها عهدي بأنّكِ لن تطيلي
في انغلاقكِ هكذا
قالتْ : بأمرِ الله يسري
في الطبيعةِ حكمُهُ
مِنّا المُعَمّرُ حتى لو تَفتَّحَ مُبكِراً
وهناكَ مَن في الكُمِّ
يَدركُهُ الذبولُ
وَينْحَني
وهناكَ وردٌ في غضونِ نهارِهِ
يزهو ويخلبُ حسْنُهُ لبَّ المُحِبِّ
وبعدَها يطفو
وتأخذُهُ السواقي
د. محفوظ فرج المدلل
Peut être une image de fleur


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق