رسالة مقتضبة..إلى " حفاة الضمير"
تصدير: “أبدا لن يموت شيء مني..وسأبقى ممجدا على الأرض ما ظلّ يتنفّس فيها شاعر واحد” ( الكسندر بوشكين )
أن ضوابط العمل الابداعي كثيرة ومتعددة،تختلف وتتنوع باختلاف المجتمع الذي ينتمي إليه المبدع،وهذه الضوابط قد يحددها الفرد لنفسه،كالقناعات والمبادئ الخاصة،التي تسطر طريقة عيش المبدع وممارساته الإبداعية.ومنها ما لا يحددها الفرد وإنما هي نتاج تطور المجتمع وعصارة تجربة الفاعلين فيه، وهي مجموعة الضوابط العامة الدينية والأخلاقية والاجتماعية والحضارية،التي يتفق على تسميتها بالثقافة.والضوابط إطار جامع،له نواميسه وقواعده وأعرافه.و يبقى المبدع أحيانا رهين التقنية التي يستعملها كالذي يخضع لأنطمة العمل الرقمية مثلا،وهو لا يشتكيها بقدر ما يتكيف معها.فكيف له أن يقبل بهذه ويرفض تلك؟
خلاصة القول : لا حاجة ماسة للرقابة على الإبداع تحت أي مسمى،ذلك أنّ المبدع الذي يحمل أنبل رسالة،ألا وهي رسالة الفن،هو أهل لأن يكون رقيبا على نفسه،ولا أحد غيره يمكن أن يراقبه غير ضميره وحسّه الفني ووعيه باشكاليات واقعه.
والسؤال الذي أطرحه : -أنكتبُ لأنفسنا أم للآخرين؟ أندافعُ بكتاباتنا عن بؤسِ العالم وبؤس الوطن أم أنَّ الأمر برمته لا يعدو كونه تسريبات لمعركة النفس الداخلية؟
ومن الطبيعي أنك حين تبدع تحت عيون”لا تنام”ووعيد مُنذر،ترتبك وتتعثر وتطير على ارتفاع منخفض بالضرورة.لهذا،ولغيره،لا يكفّ المبدع عن الشكوى من الرقابة،وعن المطالبة برفعها وإلغائها ليكون حراً.ولهذا،أيضاً،يُرجع عديد من المبدعين تعثّر إبداعهم أو غموضه أو ضعف جرأته أو عدم غوصه عميقاً أو تجدّده..إلى وجود-عناصر رقابية،لا ضمير لها..* بيروقراطية،متسلّطة،جائرة.
ومهما كان الأمر،سأظل أكتب فوق أسوار الحياة..سأظل أكتب بحضور الفكر والضمير أيضا،وسأظل كذلك على استعداد للشهادة من أجل ما أعتقد أنه الحق.ورغم-أنهم-حرموا علينا حتى حق الإستشهاد،واحتكروا لأنفسهم “بطولة الرأي الواحد” التي سنبقى نرفضها..ولو لم نجد غير أظفارنا،وجدران المقابر أدوات للكتابة والنشر..
محمد المحسن
*تنويه : صغت هذه " الرسالة المقتضبة" لعل يفك رموزها وايحاءاتها " البعض من حفاة الضمير" ممن يبلغون عن كتاباتنا "للسيد مارك زوكربيرغ" بعد أن شعروا بالإفلاس الفكري والثقافي،ونسوا أن الكتابة مسؤولية ضميرية أمام الله،وأمام التاريخ وكذا أمام الوطن..
وأرجو..أن تستساغ رسالتي جيدا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق