الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024

ملكة الياسمين ــــــــــــــ فاطمة حرفوش


 " ملكة الياسمين"

دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ
ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ
لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ
وأوصدوا بابَ الودِّ بيننا وفتحوا للجفا
كلَ بابِ
تبقين حبيبتي الجميلةَ وخفقةَ الفؤادِ وياسمينكِ الحزينَ يعطرُ أنفاسي
طالَ شوقي إليك وعزَّ بيننا اللقاءُ
وأنتِ أسيرةُ والحزنُ يلونُ سماءكِ
وبردى وحيداً تائهاً يغرقُ بنزفِ الجراحِ
وقاسيون مقيداً مكبلاً بالأصفادِ
يعاني قسوةَ الجلادِ
سأتيكِ حافيةً والدمعُ يسابقُ خطواتي
سأمرُ على جراحك حبيبتي مرورَ العاشقِ الولهانِ
وأمسحُ بهدبِ العينِ عن وجهكِ الجميلِ
آثارَ الحزن وأنفضُ عن جسدكِ الطاهرِ
غبارَ الزمنِ وكثرةَ الوهنِ .
وأزرعُ دوربكِ وروداً وأرسمُ لعينيكِ
أجملَ اللوحاتِ .
ملكةُ قلبي .. شقي للنور طريقاً
فقد اشتدّت في سمائنا حلكةُ الليالي
وغزتنا بكل فظاظةٍ أشباحُ الظلامِ .
عاصمةُ التاريخِ كنتِ ومن يديكِ كتبَ
المجدُ أجملَ الآياتِ
مزقي عهدَ الخُنوعِ وإنتفضي
فقد آنَّ لفجرِ ليلكِ الطويلِ إنبلاجُ
ولصباحك الغافي أن يهلَ بالإشراقِ
رقصتِ على حدِ الحرابِ عقوداً
فأدمت جسدكِ الأسنةُ
وتركت بصماتها آثارُ الجراحِ
لململي جراحكِ وإخلعي ثيابَ الحزنِ
فلا يليقُ بجمالِ حسنكِ السوادُ
وإرقصي ثانيةً على أوتارِ قلوبنا
رقصَ السماحِ فقد كُسرت قيودكِ
وزهت بربوعكِ مملكةُ الأحلامِ
وإفتحي أبوابكِ للنورِ يابنةَ الشمسِ
فقد طابت للشمسِ بأرضكِ حسنُ المقامِ .
وإطردي كلَ غاصبٍ دنسَ ترابكِ الطاهرِ
فكمْ طُردت على مرِ العصورِ
من أرضكِ جحافلُ الغزاةِ
وحطمت أسواركِ غطرسةَ كلَ معتدٍ جبانِ .
حبيبتي أنت .. تكلمي وإملائي الدنيا حكمةً
فكم يحلو من فمكِ الجميلِ عطرُ الكلامِ
إنْ أردتِ شيئاً قولي له فقط كنْ فيكونُ
ربةُ الحبِ والجمالِ أنتِ ورسولةُ السلامِ
غني لتصغي لك الدنيا
ويستمتعَ بشدوكِ العذبِ كلَ الأنامِ
ويستريحَ بقبره شاعرُ الحبِ نزار
إبتسمي وإزرعي الأفراحَ حولكِ
فلا يليقُ بملكةِ الياسمينِ إلا بهجةَ الهُيامِ
. . . . . . . . . . . .
بقلمي فاطمة حرفوش سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق