لا شيء في عتمات الدجى..يمسح شرفة الدهر..
تصدير :
كم كذبت ْعليّ تلك العرافة العجوز حين قرأت لي طالعي يوماً وأخبرتني بصوتها الأجش أنني سأتقن ُطيَّ صفحات الخيبة وأن أوجاع روحي لن تطول..!
هرمت ونالت المواجع مني..وتناسلت الجراح بين الضلوع..دون انقطاع..!
سِمِعت صوته..
مِن داخِلِ القبرِ
قد رفع صوتَهُ زهرةً..
تتعطّر في هدأة الليل:
"السلامُ عليكَ يا أبتي.."
كم كان صوتُه دافِئاً
ما تغيَّر قَط
ولاعثرة في البَوح
ولا رعشة..
في السؤال
رَغمَ صمتِ السنينِ الطويل
يصعد حزني
بين السماواتِ والأرض
ومضاتُ عينيكَ..
يا مهجة الرّوح
..كانت تنير..الدروب
وكل الهضاب التي أنهكتني..
صوتك..
كرِياحِ المساءات..اختَفى
وحلّ الصقيع..
يصعد نشيجي..
في ارتفاع إلى الجوّ
أبكي..
ولا شيء في عتمات الدجى..
يضيء دربي..
يمسح شرفة الدهر
وينير نجما على عاتق الليل
فلم "يبقَ شيءٌ لم يطبق على مضغةِ قلبي"
غير طيف..
يضيء
وبخبو
ويرنو..
إلى جهة في المحال..
ها أنا..أسري إليكَ..
كأن النرجس..ينبت الآن
لكأنّي في غمرات البنفسج..
أولد حرا
ولا شيء في نشوة الشوق..
يثبت أنّي حزين..
غير كتابي..
يا ابنَ أربع وعشرينَ؟
السلامُ عليكَ..
وُلِدتَ..في الزمن المستحيل
تلتَمِسُ الله مرضاتَه
مفعما بالأماني
إلى آخر زرقة في البحر
ألا تراني..؟!
فإنكَ..في الزمن الضجري
بوصلتي..
ودليلي
وفي هدأة الليل..
وبين المدى..
والدجى
أصغي إليك :
"سلام الله عليك..يا أبتي
يوم وُلِدتَ
ويومَ تموتُ
وتُبعَثُ حياً"
محمد المحسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق