جِسْمُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
*فِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ أَبْيَضَ مُشْرَبًا حُمْرَةً. وَالإشْرَابُ: خَلْطُ لَوْنَيْنِ، كَأَنَّ أَحَدَ اللَّوْنَيْنِ سُقِيَ الآخَرَ.
*وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ، فِي صِفَةِ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ أَزْهَرَ اللَّوْنِ لَيْسَ بِالأَبْيَضِ الأَمْهَقِ.
*وَفِي الحَدِيثِ: جَاءَ العَبَّاسُ فَجَلَسَ عَلَى البَابِ وَهْوَ يَتَضَوَّعُ مِنْ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَائِحَةً لَمْ يَجِدْ مِثْلَهَا، تَضَوُّعُ الرِّيحِ: تَفَرُّقُهَا وَانْتِشَارُهَا وَسُطُوعُهَا.
*وَفِي الحَدِيثِ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عُفْرَتَيْ إِبْطَيْ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالعُفْرَةُ: بَياضٌ وَلَكِنْ لَيْسَ بِالبَيَاضِ النَّاصِعِ الشَّدِيدِ وَلَكِنَّهُ كَلَوْنِ عَفَرِ الأَرْضِ.
*وَفِي الحَدِيثِ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَآهُ مَعَ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ اِبْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، فَقَالُوا لَهُ: هَذَا الأَمْغَرُ المُرْتفِقُ، أَرَادُوا بِالأَمْغَرِ: الأَبْيَضَ الوَجْهِ، وَكَذَلِكَ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ.
*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْوَرُ المُتَجَرِّدِ أَيْ نَيِّرُ الجِسْمِ.
*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَتَحَدَّرُ مِنْهُ العَرَقُ مِثْلَ الجُمَانِ. قَالَ: وَهْوَ اللُّؤْلُؤُ الصِّغَارُ.
*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَسِيمٌ قَسِيمٌ. الوَسَامَةُ: الحُسْنُ الوَضِيءُ الثَّابِتُ.
*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ أَبْيَضَ مُعَضَّدًا، هَكَذَا رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. وَهْوَ المُوَثَّقُ الخَلْقِ.
*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ مُعَضَّلًا، أَيْ مُوَثَّقَ الخَلْقِ. وَفِي رِوَايَةٍ: مُقَصَّدًا. وَالعَضَلَةُ: كُلُّ لَحْمَةٍ غَلِيظَةٍ مُنْتَبِرَةٍ مِثْل لَحْمِ السَّاقِ وَالعَضُدِ.
*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَسِيحُ مَا بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ، أَيْ بَعِيدُهُمَا.
*وَفِي حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَانِي مَلَكٌ، فَقَالَ : أَنْتَ قُثَمٌ وَخَلْقُكَ قَيِّمٌ. القُثَمُ: المُجْتَمِعُ الخَلْقِ، وَقِيلَ: الجَامِعُ الكَامِلُ.
*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جَلِيلُ المُشَاشِ وَالكَتَدِ. وَالكَتَدُ وَالكَتِدُ: مُجْتَمَعُ الكَتِفَيْنِ وَهْوَ الكَاهِلُ.
*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضَخْمُ الكَرَادِيسِ. وَالكرَادِيسُ: رُؤُوسُ العِظَامِ، وَاحِدُها: كُرْدُوسٌ.
*وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ، فِي صِفَةِ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ يَكُنْ بِالكَزِّ وَلَا المُنْكَزِمِ. فَالكَزُّ: المُعَبِّسُ فِي وُجُوهِ السَّائِلِينَ. وَالمُنْكَزِمُ: الصَّغِيرُ الكَفِّ الصَّغِيرُ القَدَمِ.
*وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي هَالَةَ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَادِنٌ مُتَمَاسِكٌ. أَرَادَ أَنَّهُ مَعَ بَدَانَتِهِ، مُتَمَاسِكُ اللَّحْمِ لَيْسَ بِمُسْتَرْخِيهِ وَلَا مُنْفَضِجِهِ، أَيْ أَنَّهُ مُعْتَدِلُ الخَلْقِ كَأَنَّ أَعْضَاءَهُ يُمْسِكُ بَعْضُها بَعْضًا.
* وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي هَالَةَ: بَادِنٌ مُتَمَاسِكٌ. وَالبَادِنُ: الضَّخْمُ، فَلَمَّا قَالَ: بَادِنٌ، أَرْدَفَهُ بمُتَمَاسِكٍ، وَهْوَ الّذِي يُمْسِكُ بَعْضُ أَعْضَائِهِ بَعْضًا، فَهْوَ مُعْتَدِلُ الخَلْقِ.
*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَارِي الثَّدْيَيْنِ، وَيُرْوَى الثُّنْدُوَتَيْنِ. أَرَادَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِمَا شَعَرٌ.
*وَفِي الحَدِيثِ فِي صِفَةِ خَاتَمِ النُّبُوَّةِ: كَأَنَّهُ ثَآلِيلُ. الثَّآلِيلُ: جَمْعُ ثُؤْلُولٍ، وَهْوَ الحَبَّةُ تَظْهَرُ فِي الجِلْدِ كَالحِمَّصَةِ فَمَا دُونَهَا.
*وَفِي حَدِيثِ السَّائِبِ بْنِ زَيْدٍ فِي وَصْفِ خَاتَمِ النُّبُوَّةِ: أَنَّهُ رَأَى خَاتَمَ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي كَتِفِهِ مِثْلَ زِرِّ الحَجَلَةِ، أَرَادَ بِزِرِّ الحَجَلَةِ: جَزْوَةً تَضُمُّ العُرْوَةَ. وَالزِّرُّ وَاحِدُ الأَزْرَارِ الّتِي تُشَدُّ بِهَا الكِلَلُ وَالسُّتُورُ عَلَى ما يَكُونُ فِي حَجَلَةِ العَرُوسِ.
*وَفِي مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي كِتابِهِ بِإِسْنادِهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ كَتِفَيْهِ، غُدَّةً حَمْرَاءَ مِثْلَ بَيْضَةِ الحَمَامَةِ.
*وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَالْتَقَمْتُ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ، فَكَانَ يَشُجُّ عَلَيَّ مِسْكًا، أَيْ أَشُمُّ مِنْهُ مِسْكًا.
*وَفِي مَا رَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى نَاغِضِ كَتِفِ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الأَيْمَنِ وَالأَيْسَرِ فَإِذَا كَهَيْئَةِ الجُمْعِ عَلَيْهِ الثَّآلِيلُ.
*وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ سَقَطَ مِنْ فَرَسٍ فَجُحِشَ شِقُّهُ، أَيِ انْخَدَشَ جِلْدُهُ.
*وَحَدَّثَ عثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا جَرِيرٍ وَوَكِيعٍ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: رَكِبَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَسًا بِالمَدِينَةِ فَصَرَعَهُ عَلَى جِذْمِ نَخْلَةٍ، فَانْفَكَّتْ قَدَمُهُ، فَأَتَيْنَاهُ نَعُودُهُ، فَوَجَدْنَاهُ فِي مَشْرَبةٍ لِعَائِشَةَ يُسَبِّحُ جَالِسًا.
*وَفِي حَدِيثِ أَبِي عُبَيْدَةَ: وَقَدِ انْحَازَ عَلَى حَلْقَةٍ نَشِبَتْ فِي جِرَاحَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ أُحُدٍ، أَيْ أَكَبَّ عَلَيْهَا، وَجَمَعَ نَفْسَهُ وَضَمَّ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ.
*وَفِي حَدِيثِ أَبِي عُبَيْدَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّ زَرَدَتَيْنِ مِنْ زَرَدِ التَّسْبِيغَةِ نَشِبَتَا فِي خَدِّ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ أُحُدٍ.
*وَفِي الحَدِيثِ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهْوَ خَاثِرُ النَّفْسِ، أَيْ ثَقيلُهَا غَيْرُ طَيِّبٍ وَلَا نَشِيطٍ.
*وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّهَا ذَكَرتْ رَسُولَ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَفَاتَهُ، قَالَتْ: فَانْخَثَعَ فِي حِجْرِي، فَمَا شَعُرْتُ حَتّى قُبِضَ، أَيْ فَانْثَنَى وَانْكَسَرَ لِاسْتِرْخَاءِ أَعْضَائِهِ عِنْدَ المَوْتِ.
*وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ النَبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، طُبَّ أَيْ سُحِرَ، وَدُفِنَ سِحْرُهُ فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ.
*وَفِي سِحْرِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ تَحْتَ زَعُوبَةٍ أَوْ زَعُوفَةٍ. قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: هِيَ بِمَعْنَى رَاعُوفَةٍ، وَهْيَ صَخْرَةٌ تَكُونُ فِي أَسْفَلِ البِئْرِ، إِذَا حُفِرَتْ.
*وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: مَاتَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، السَّحْرُ:الرِّئَةُ، أَيْ مَاتَ رَسُولُ اللهِ وَهْوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى صَدْرِهَا وَمَا يُحَاذِي سَحْرَهَا مِنْهُ.
*وَفِي حَدِيثِ وَفَاةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَا زَالَ جِسْمُهُ يَحْرِي أَيْ يَنْقُصُ.
*وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ، لَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا وَطِبْتَ مَيْتًا. أَيْ طَهُرْتَ.
*وَعِدَادُ السَّلِيمِ: أَنْ تَعُدَّ لَهُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ مَضَتْ رَجَوْا لَهُ البُرْءَ، وَمَا لَمْ تَمْضِ قِيلَ: هُوَ فِي عِدَادِهِ وَمَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تُعَادُّنِي: تُؤْدِينِي وَتُرَاجِعُنِي فِي أَوْقَاتٍ مَعْلُومَةٍ وَيُعَاوِدُنِي أَلَمُ سُمِّهَا(أكْلَةُ لَحْمِ الشَّاةِ المَسْمُومَةِ).
*وَفِي الحَدِيثِ: أَنَّهُ اسْتُعِزَّ بِرَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي مَرَضِهِ الّذِي مَاتَ فِيهِ. أَيْ اشْتَدَّ بِهِ المَرَضُ وَأَشْرَفَ عَلَى المَوْتِ.
*وَفِي حَدِيثِ مَرَضِهِ الّذِي قُبِضَ فِيهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ أَغْبَطَتْ عَلَيْهِ الحُمَّى. وَأَغْبَطَتْ عَلَيْهِ الحُمَّى: دَامَتْ وَلَزِمَتْهُ.
حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس.
من كتابي : مع الحبيب المصطفى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق