هدية الأديب العراقي عبد الكريم أحمد الزيدي
عبد الكريم أحمد الزيدي هو أديب عراقي، شاعر وكاتب وناقد، وهو أحد رواد الوجدان الثقافية منذ سنوات عديدة، وقد ساهم في إثراء مجموعة الوجدان بعدة قراءات شعرية لنصوص الرواد إضافة إلى كتاباته وقلمه المتميز، حيث أثرى الصرح بعدة قصائد عمودية ونثرية، كما أنه كاتب يتقن أساليب الجمال والحنكة وهذا ما لمحته في القصص القصيرة التي ينشرها، وكتاباته المتميزة
الأديب العراقي عبد الكريم أحمد الزيدي شارك في عدة تظاهرات ثقافية ناجحة منها مهرجان القلم الحر التاسع في القاهرة وله العديد من المقالات المتنوعة من شعر ونثر، و مقالات صحفية متنوعة المشارب في الفن والاجتماع والرياضة والأدب تناولتها جرائد ومجلات عراقية وعربية منها الوطن والمدى والزمان ..
كما أنه ساهم في الحراك الثقافي في العالم العربي ببحوثه المتنوعة في اللغة والنقد
وفي مخزونه الورقي مجموعتين شعريتين:
زهر الخريف
أنا أحلى
ورواية بعنوان الودق
وعندما إلتقينا في رحاب قرطاج الثقافية، زادني شرفا بإهدائه المتميز المتمثل في:
مجموعة شعرية "أنا أحلى"
ورواية الودق
بعد أن كان قد أرسل لي سابقا مجموعته الشعرية الأولى زهر الخريف.
أعمال تحمل من الجمال ما يجلب بديهة القارئ بما ترشح من لغة بليغة ومتقنة:
بعض نصوص المجموعة الشعرية "أنا أحلى" وهي مجموعة في حلة رفيعة،
لا .. تقولي
........................
لا تَقُولي أنني في الحُبِ أمثل
لا...وَلَكِن صَدّقيني أتَجَمل
بهرتني في سكون العين نجوى
وبريقٌ كاد يدعوني أن أثمل
أنا إذ اسرعت في إعلان حبي
ما على العاشِقِ ذَنبٌ لَو تَعَجل
جامليني عَنكِ في كسرةِ حرفٍ
أو سَلامٍ عابرٍ هَمسِاً سأقبَل
عاتبيني واغفِري زَلّات طيشي
واهجُريني عاشِقاً بالحَبِ أعزَل
واحسَبيني مِثلَما تَبغينَ ظِلاً
واترُكيني بَينَ أوراقُكِ أذبَل
صَدّقيني ما ادَّعى العُشاقُ وجداً
أو كَمالاً أنت في عيني أكمل
لا تَقُولي أنني في الوَصفِ مِنكِ
كَصَحيحٍ أيمَنٍ في جَنبِ أشوَل
أنا لا أذكُرُ من ماضِيكِ طَيفاً
أو حَديثاً صادِقاً لا لَستُ أخجَل
طَمِنيني عَنكِ لَو حتى بحلمٍ
بَلَغ السَيلُ الزُبى أو رُبٌَ أثقَل
ما جَنَّت نَفْسِي بِذاكَ ألقُربِ وصلاً
لا وَ لا في البُعدِ شيءٌ قد تَبَدل
صابَراً في الحُبِ لا أشكِو هموماً
مُؤمِناً بالله أن الصَبرَ أَجْمَل
هل ترى العُشاقُ في جنح الدياجي
يعصرون الكَرمَ كَي يُسقَونَ حَنظَل
..............................................................
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق / بغداد
......................
أختَرتُكِ وَاختَرتُ هَواكِ
وَعَشِقتُ صَبيحَ مُحَيّاكِ
وَعَرفتُ بِأنَّكِ قاهِرَتِي
وَخِـتامُ سَراحَة أسراكِ
وَوجَدتُكِ أحرُفَ قافِيَتِي
وَجَمِيلِ صِناعَة سُقياكِ
قَلبِـي سِندانٌ أُوزعه
وَجَـنَانِي رجاهُ وقَضاكِ
وَطَبِيبِي أنتِ أُراجِعُهُ
إنْ ضاعَتْ منهُ وَصاياكِ
ريحٌ احلامُكِ قِصَتُنا
ما صَدَقَت يَوماً رُؤياكِ
وَطَرِيقِي رُبَّ عَوائِقِهِ
مَأمُـونٌ وَصـلُهُ إيـّاكِ
إن كنتُ وَخاتَمَ قَتلاكِ
ما ذَنبُ دِمـاءِ سَباياكِ
الجَنّةُ أنتِ وأعرِفُها
لا أعرِفُ غَيري وَسِواكِ
والنارُ أُقَبِّلُ جَنبَيها
ما أشهى نِيرانِ رِياكِ
يا شِدّةَ يُوسُفَ أخوَتِهِ
وَأسى يَعقُوبَ وَلُقياكِ
ما صَبرُكَ أيُوبَ وَصَبرِي
ما ابقى فيّ وَأحياكِ
لا فَرَجٌ يُونُسَ أرجوهُ
ظُلُـماتٍ ياجَورَ ضِياكِ
أختَرتُكِ وَاختَرتُ خِتامِي
دُنيّايَ رَهـِينَةُ دُنيّاكِ
وَبِأنِي دُونَكِ لا أحيّا
واللهِ وَمَنِ ذا زَيّاكِ
........................................
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق/ بغداد
عبث الرجاء
.................................
عبثاً ارقب ما بين النجوم
ان ارى وجهك
يا وجه
القمر
عبثاً انظر في كل الوجوه
لا ارى مثلك
في كل
الصور
من بعيد وجع أنفاسك اسمع
وأنين الناي
في جوف
السحر
من زوايا كل جدران الفصول
صبغ خديك تخطّى
كل ألوان الربيع
ورحيق الشهد
في لب
الزهر
اي سر فيك تخفيه العيون
وتغيب الشمس
كي تخفي
الأثر
يا زفير النفس من عمق الشهيق
ونزاع الموت في صدر الغريق
يا وصايا السر
في الرمق الاخير
حيث لايأتي
الخبر
كيف امضي باحثا لج العباب
عن عقيق ضاع
من خاتم عرس
تحت امواج
البحر
عبثا اكتب ما بين السطور
في رجاء مستحيل
ونداء خطّه رق قديم
بين ألواح
القدر
عبثا فيك الرجاء
لا ولا حتى الأمل
ما أتى يومًا وعاد
كل من وارى
الحفر
..............................................
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق/ بغداد
أما رواية "الودق" فقد كتب عنها الأديب العراقي عبد الكريم أحمد الزيدي:
لم تكن الرواية ضربا من الخيال ولا عرضا لصور وتوصيف خارج حدود الواقع والمنطق، كانت حلما صارع كل الصعاب واجتمع ليتحقق بقلوب صادقة إجتازت الحدود والمسافات وسافرت عبر زمن إستحال فيه حضور الربيع بكل جماله وسحره في خريف صعبت فيه كل ألوان السنين لتقول أن المستحيل لا معنى له إذ أراد الله أن يوفق بين القلوب التي تؤمن بمحبته وتصدق بأمره وقدرته ......
عبى سبيل الخاتمة:
عل المسافات التي تفصلنا لم تكن سوى بصيص من نور، حيث التقينا وتصافحت الأيدي بعد أن اعتنقت القلوب فجزنا المسافات وعبرنا الدروب، وصدحت الحناجر دون كلل أو ملل، ليزهر في أوراقنا الربيع، هناك حيث كان صافحنا الحرف وشدت الخواطر بأنغام القلم، اليوم نلتقي فنمحو الحواجز ويصبح العناق من صنع الواقع ولا الخيال.
هنيئا لنا بهذا الإنتاج المتميز وهذا الحرف الباسط أجنحته في سماء الإبداع.
ودي وتقديري
طاهر مشي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق