( أنا المنبوذُ في وطني )
أليسَ الناسُ قـدْ ضجَّتْ
من الدنيا .. وما فيها
ألسنا نحنُ
منْ كنَّــا ندافعُ
عن براءتها
وعندَ الغدرِ نحْميها
أليستْ نـارُ عزتنـــا
قــد اشتعلتْ
على الأعداءِ تُصْليهم
وتشويهم
وكنــا نحـنُ في طربٍ
نزكَّيهــا
أليسَ جنودنا ضحوا
بأنفسهم
لتبقى روحُهُم عُظمى
فسالَ الــدمُّ يرويها
فكيف أرى
فحولَ القومِ في حمقِ
تحاولُ أنْ تنسِّينــا
مبــادئنا
لنغرقَ في ملاهيها
وكيف أرى
كلابَ الزيفِ في أسفٍ
تحاولُ أنْ .. تجرِّدنـا
ملابسنــا
لتكشفَ عن محارمنا
تُـعـرِّيهـا
أليسَ الناسُ قد عافتْ
طقوسًا من
... ملامحنا
تركنا الدهر يقتلها
.... ويفنيها
ألسنا نحنُ من نبكي
على وطن.. ذبحناهُ
بأيْدِ اللؤم والفوضى
وبعد غياب نبرته
ذهبنا نخنق الذكرى
ظننا أننا سهوا
سنطويها
أنا المنبوذُ في وطنٍ
تكرّم فيهِ
أشباحٌ منْ الموتى
ويبقي الحــرُّ متهمًا
ببعضٍ من دواهيها
أنا المنبوذُ في وطنٍ
يحاولُ أنْ
يعيدَ لمصرَ عزتَها
ويعلي منْ
مبانيها
أنا السفاحُ يا وطني
وقد جئتُ إلى مصرَ
أعاكسها
فتهتُ في .. مآقيها
أليس بقلبي الملعون
آمالٌ من الحبِ
وبعضٌ من ...
أمانيها
أنا السفاح يا وطني
وقد سافرت للسودان
أرقبها
فإذ بالقلب يرثيها
أنا السفاح يا وطني
وقد غادرت
من سوريا إلى حلب
ودمع العين يسقيها
وأما عراق أمتنا
فقد باتت
حضارتُهُ مهددةً
وحالهُ يرثي من فيها
وأما تونس الخضراء
قد كثرت مآسيها
وأما جزيرة الشهداء
و الأحرار يا وطني
فقد صارت مكبلة
وصار الكلُّ يبكيها
أليس بقلبي الملعون
أحلامٌ ... وأنغـــامٌ
نسجناها على مهلٍ
لتحفظها معاجمنا
تنقِّحهــا ..تنمِّيهــا
ألسنا نحنُ منْ نتلو
بآيــاتٍ مــن القـرآنِ
والإنجيلِ والتوراةِ
في الفجرِ
.... لنرقيها
أنا المنبوذُ يا وطني
وقد جئتُ لأخبركم
بأن قصيدتي ماتت
فمن من سادتي
يأتي .... يباركها
فيحييهـا
******
بقلم / حمودة سعيد محمود
الشهير بحمودة المطيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق