النسخة المنقحة من : ـــ * جدلية الإغواء بين الوحي المحاصر والوعي المعاصر: كثيرا ما تراودنا بفضاضة تلك الأسئلة المحيرة الحائرة والمحتارة في إشكالية الغواية وجدلية الإغواء التي بها ابتليَ ابليس فأحجم عن تنفيذ أمر السجود لأدم والذي صدر عن الله عز وجل حسب ما جاء في كل الديانات بلا استثناء ومنها الديانة الإسلامية التي ولجنا إليها من النفق المظلم في الوحي المحاصر ومنها : أولا : ــ عندما أحجم ابليس عن السجود لآدم من أغواه ومن وسوس له بذلك ؟ ثانيا : ــ هل ابليس كان عنده حق ، عندما رفض السجود (لبشر مثلنا) ، وقال أنا اسجد فقط لرب العالمين؟ ثالثا : ــ هل أن عدم سجود إبليس لآدم هو حرية رأي؟ أم معصية ووقاحة ؟ رابعا : ــ لماذا وجد إبليس في الزمكانية التي هو فيها حين امر الرب بالسجود لأدم وهو علام الغيوب أي أنه يعلم بان إبليس سيتكبر ويقوم بعصيان أمره جل وعلا .. وتقدست حكمة الغيب لديه؟ خامسا : ــ لماذا سمح الله لإبليس بأن يوسوس لآدم في الجنة رغم أنه طرده من السماوات بعد أن عصى أمره ورفض السجود لآدم؟ فما كان من الرب حسب الوحي المحاصر أن قال له " اخرج منها فإنك رجيم" ( سورة ص ــ الاية 77). سادسا : وأظن أنه السؤال الأهم : ــ هل ابليس من الملائكة حيث يقول الله عز وجل في (سورة البقرة ــ 34 ) : « وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ» .. أم أنه من الجن حيث يخاطب ابليسُ الرب في (سورة الأعراف ـ الاية 12) محتجا : (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) ! والمعروف أن الملائكة مخلوقات من نور والجن مخلوقات من نار وهذا حسب الموروث الديني الذي وصل إليبنا طبعا .. سابعا : ــ ما سر عدم خوف ابليس من الله حين عصاه ولوى في يده عصاه ــ كما نقول نحن ــ وهو يعرف أنه سيغضب منه؟ لماذا إختار عذابا أبديا بدل السجود لأبينا ادم؟ وهذه الأسئلة وسواها كثيرة جدا، اذا بحثنا لها عن اجوبة فإننا سنجد من يقول لنا ــ طبعا ابليس ملعون ــ رغم انه قد جاء في موروثنا الديني أنه لا يجوز لعن إبليس ولا لعن والديْه بل ينبغي أن نستعوذ بالله منه دون ان نتجاوز ذلك فقد ذكر ابن القيم الجوزيه رحمه الله في زاد المعاد .. أن ذلك مما لا ينبغي؛ لأننا أمرنا بالاستعاذة بالله منه، وفي ذلك إهانة له وإذلال .. لأنه اغتر بنفسه وتكبرعلى آدم واعتبر نفسه خيرا منه، وبذلك أعطى لنفسه أولية الجسد على طاعة أمر الله تعالى .. هذا ما جاء في الوحي المحاصر .. ــ 1 ــ أما إن حاولنا ــ من منظور الوعي المعاصر ــ أن نجيب على السؤال الاول والذي جاء فيه : ــ عندما رفض ابليس السجود لآدم من أغواه ؟ ومن وسوس له بذلك ؟ لقد جاء في قوله تعالى (البقرة ــ 34 ) : « وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ »، حينما رفض إبليس هذا الأمر الإلهي هل كان وراءه شيطان يوسوس له ؟ بالتأكيد لا.. لأن الشياطين ــ أنذاك ــ لم تخلق بعد إذن من الذي كان يوسوس له حينها ؟ أو من الذي أغواه بأن لا يسجد لآدم؟ هل أمه ؟ أم أبوه ؟ أم الذي أغواه فعلا وقولا هو الله ؟ نعم إذا تخلصنا من سذاجة مشاعرنا وتأملنا عقلا لا نقلا ( في الآية 16 من سورة الأعراف ) التي حاجج فيها ابليس رب العزة قائلا : " فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ " فإننا سنجد أن ابليس كان ضحية إغواء من طرف الرب كي لا يسجد لادم ولم يستطع الشيطان مقاومة الأمر السري الصادر من الله ، فهو الآمر إلى المامور للقيام بالفعل إما إيجابا او سلبا ـ وللأوامر أشكال شتى ومنها : الدعاء والرجاء والإبتلاء والإحتواء والعطاء والإغراء والإغواء وهذا الإغواء الذي سلطه الرب على من أغواه بأن لا يسجد لآدم من ملائكته الكرام ما هو إلا خريطة التكوين لهذا الوجود أي أن الله حين أمر الملائكة بالسجود أراد من أحد ملائكته ــ قبل أن يصير شيطانا ــ أن لا يفعل ذلك، لأن هذا الكون يحتاج إلى قطبين ليستمر ، وهما : السالب والموجب (Negatif et Positive ) فالله ـ مسبقا ـ بقدرته المطلقة أغوى ملاكا من ملائكته بأن لا يسجد لآدم ليتحقق بذلك الحد الثاني من ثنائية الخلق التي انبنى منها وعليها هذا الكون ، وعليه فإن إبليس لم يكن يستطيع السجود لآدم حتى ولو أراد ذلك، فلا أحد يستطيع كسر إرادة الرب .. وهذا ما كان يعنيه الحلاج حين قال : ــ " ما كان في أهل السماء أحد موحدا مثل إبليس " وهذا ما فهمه مريدو الوعي المعاصر وغاب عن مريدي الوحي المحاصر الذين لم يدركوا كنه الحلاج حين قال لــهم : ــ نعم ..إلاهكم تحت قدمي .. فاعدموه ــ حتى إذا نطق البكوش ــ وهو حذاء الحلاج ــ بعد إعدامه تأكدوا من مدى جهلهم بقامة الحلاج وقمته حيث وجدوا في قاع حذائه قطعة ذهبية من عملة هؤلاء الجهلوت الذين حكموا عليه بالتصفية الجسدية غباء وأعدموه باطلا . وهنا تحضرني قولة نادرة الروعة للفيلسوف الألماني أرثر شوبنهاور جاء فيها ما يلي : ــ أكثر ما يكرهه القطيع هو إنسان يفكر بشكل مختلف،إنهم لا يكرهون رأيه في الحقيقة، ولكن يكرهون جرأة هذا الفرد على امتلاك الشجاعة للتفكير بنفسه ليكون مختلفًا. وللإجابة من منظور الوعي المعاصرعلى السؤال الثاني : ــ هل ابليس كان عنده حق ، عندما رفض السجود ( لبشر مثلنا ) ؟ نقول : ــ إن ابليس كان بين أمرين محيرين من الله: الأول هو : أمره إياه بأن لا يسجد إلا له لأن السجود لغير الرب إشراك به. والثاني هو : أمرُه إياه بأن يسجد لأدم، لقد وجد نفسه بين فكّي الرحى، فإذا سجد لآدم، يكون قد عصى الأمر الأول، وإذا لم يسجد يكون قد عصى الأمر الثاني، فلا سبيل أمامه إلا أن يكون عاصيا أمام تناقض الأمرين الإلهيين ! والثالث هو : ــ هل عدم سجود إبليس لآدم هو حرية رأي؟ أم معصية ووقاحة ؟ فأنا أقول لا هذا ولا ذاك بل هو اذعان لأحد أوامر الله .. وهو أن لا يسجد إلا له جل جلاله . والرابع هو : ــ لماذا وجد إبليس في الزمكانية التي هو فيها حين امر الرب بالسجود لأدم وهو علام الغيوب أي أنه يعلم بان إبليس سيتكبر ويقوم بعصيان أمره ؟ أقول إنها إرادة الله ان تكون الثنائية التي خلق منها الكون الشيء ونقيضه وحين لم يكن للملائكة ما يقابلها جعل ابليس هو الحد الثاني الذي يقابل الملائكة . والخامس هو : ــ لماذا سمح الله لإبليس بأن يوسوس لآدم في الجنة رغم أنه طرده من السماوات بعد أن عصى أمره ورفض السجود لآدم؟ فما كان من الرب حسب الوحي المحاصر إلا أن قال له : ــ " اخرج منها فإنك رجيم " ( سورة ص ــ الاية 77 ). اخرجه من الجنة كما سيخرح منها آدم الذي خُلق لخلافة الرب على الارض وإعمارها ، قال تعالى في البقرة الاية 30 : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) وليقتع ملائكته بالسجود لأدم دربه على تمثيل دوره الذي به يكون متفوقا على الملائكة بما علمه ا من أسماء الأشياء كلها وصفاتها وخواصها ومدلولاتها .. إذن لمَاذا تم تعليمه هذه التعاليم الخاصة التي جهلتها الملائكة ؟ ( قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ) (سورة البقرة 33) ومن ثم أسكن الله أدم وزوجته حواء في الجنة وطرد الشيطان منها بعد أن حذرهما من شجرة بينها لهما كما حذره آدم من عداوة إبليس له ولزوجـته حواء التي تمكن الشيطان من إغوائها لتغوي هي آدم وتزين له الأكل من شجرة الخلد .. مصداقا لما جاء في الوحي المحاصر في قوله : ــ (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ) وهنا كان أكلهما من شجرة الحلد سبباً في الخروج من الجنة والنزول للأرض . وللإجابة على هذا السؤال : ــ ابليس هل هو من الملائكة ؟ أم أنه من الجن ؟ ! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( يتبع ) الجزء الثاني
هذا هو الجزء الثاني من جدلية الإغواء :
أورد هذا الجزء ( من الخطبة 192 ) للإمام علي كرم الله وجهه أو ما تسمى بالخطبة القاصمة التي جاء فيها ما يلي : " فَاعْتَبِروا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللهِ بِإِبْلِيسَ، إِذْ أَحْبَط عَمَلَهُ الطَّوِيلَ، وَجَهْدَهُ الْجَهِيدَ، وَكَانَ قَدْ عَبَدَ اللهَ سِتَّةَ آلاَفِ سَنَةٍ، لاَ يُدْرَى أَمِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الْآخِرَةِ، عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ. فَمَنْ بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ؟ كَلاَّ، مَا كَانَ اللهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً. إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ السَّماءِ وأَهْلِ الْأَرْضِ لَوَاحِدٌ،وَمَا بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ فِي إِبَاحَةِ حِمىً حَرَّمَهُ هو على الْعَالَمينَ." من هنا نفهم ان ابليس كان ملاكا مسبحا لله مثله كمثل بقية الملائكة . وأما : ما سر عدم خوف ابليس من الله حين عصاه في حضرته ويعرف غضبه؟ لماذا إختار عذابا أبديا بدل السجود لأبينا ادم؟ الجواب : هو لم يرهب لإنه مقتنع أنه ما ارتكب اثما ولا خطيئة بعدم سجوده لغير الله بل هو أكثر من كان موحدا في السماء بل وأكثر توحيدا من الملائكة التي ارتكبت الخطيئة في سجودها لغير الله .. والسجود لغير الرب هو اشراك به وربما تلك كانت خطيئتها التي ارادها الله حتى لا تكون معصومة من الخطأ. وبذلك تكون النتيجة الحتمية هي : أن الصواب يحتمل الخطأ والخطأ يحتمل الصواب، وبناء على هذا يكون عدم سجود الشيطان لآدم خطأ يحتمل الصواب في الوحي المحاصر وسجود الملائكة لآدم صواب يحتمل الخطأ في الوعي المعاصر وينتج عن هذا حتما أن لا عصمة إلا لله فالملائكة ليست معصومة عن الخطأ ومن الغريب اننا نصف شخصا ما ــ أحيانا ــ بأنه ملايكة يمشي على وجه الأرض ثم نباغت به يرتكب أعمالا ربما يعجز عنها فعلها الشيطان نفسه بكل صفات الشر المنسوبة اليه في الوجي المحاصر! وقولنا إن العصمة لا تكون إلا لنبي أو لرسول هو حكم بعيد كل البعد عن الصواب والوحي المحاصر يثبت لنا أن النبي أيضا لم يكن معصوما وقد وردت فيه آيات تأنيب من الله عزل وجل ومنها ما جاء في سورة (عبس ــ الآية 1) حيث يقول عنه : " عبس وتولى إن جاءه الأعمى " وأيضا في (سورة يونس ــ الآية 99) حيث يتوجه الله بسؤال استنكاري شديد اللهجة لرسوله : " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" ... فالسائد في الموروث الديني عندنا أن الرسول معصوم من الخطأ هو غلط شائع رغم ان بعضهم يقول : ــ خطأ شائع خير من صحيح مهجور وفي ذلك غلط فظيع، فالرسول بشر تعتريه ما يعتري كل جسد بشري من (عطش وارتواء من خوف وآمان من شهوة وإمناء من يقظة وإغماء من بول وغائط أي كل ما يقوم به الجسد من افرازات سواء أكان جسدا ذكوريا أو أنثويا .. كل هذا يجعل الوعي المعاصر ينتصر على الوحي المحاصر مؤكدا بأن العصمة والقدسية لا تكونان إلا لله وحده لا شريك له . وجدالا اقول : ــ لو كان ابليس من الجن فالأمر بالسجود لا يشمله أصلا ! وإن كان من الملائكة فإنه لم يكن يستطيع السجود لآدم حتى ولو أراد ذلك، فلا أحد يستطيع كسر إرادة الرب .. وهذا ما يجعلني اقول : ــ هذا التضارب وهذه التناقضات الواردة في التراث الديني العالمي بشأن ابليس والغواية سواء كان إغواء من الله لابليس أو إغواء من ابليس لآدم بأن يأكل من الشجرة المحرمة كل هذا يجعل الأمر يبدو وكانه سناريو لمسرحية ضعيفة الإخراج .. وأخيرا اقول : ــ إن كل ما ذكرناه سابقا هو صواب يحتمل الخطأ اذا علمنا ان الشياطين تكون مغلولة بالسلاسل في شهر رمضان ورغم ذلك فإننا نسمع عن أبشع الجرائم من قتل وسرقة وغش وما الى غير ذلك من الشرور ترتكب خلال رمضان فمن ذا الذي يوسوس للانسان بكل هذه الشرور ؟ إنها النفس الأمارة بالسوء والتي نسميها الشيطان حتى اذا اتينا بعمل بغيض نسميه الحرام وندمنا نبلسها في راس الشيطان ونلعنه ههههه بل كان علينا ان نلعن أنفسنا الامارة بالسوء حتى إذا تغلبت الروح على النفس وقمنا بأعمال خيرة طيبة هي من وحي أرواحنا لا من إلهام احد ملائكة الرحمان .. إذن فالإنسان هو الشيطان وهو الملاك ، يكون شيطانا إذا غلبت نفسه الروح ويكون ملاكا إذا غلبت روحه النفس الأمارة بالسوء فإذا وقف في اعتدال بين نفسه وروحه كان كإبرة الميرانْ \\ فذلك هو الإنسانْ \\ من هنا نخلص إلى اهم ما توصل إليه الوعي العاصر نافيا بشجاعة وبكل جرأة كل ما جاءت به كل الأديان التي تؤكد وجود الملائكة والشياطين والحقيقة الدامغة هي لا وجود في خلق الله لهذبن المسميين فهما اسمان بلا مسمي إذا آمنا بأن الإنسان هو في حد ذاته لثنائية التكوين التي منها بنى الرب هدا الكون كله ,, فالإنسان هو الملاك وهو الشيطان .. والخلاصة بل خلاصة الكون كله هو الأنسان خليفة الله الله الله \\ في ارضه وسماه : إنا أعطيناك الحب المتفجر كالبركانْ لم يتفجرْ حمما بل منفجر بسلامك يا رحمانْ لا أرحم منك بنا نحن الحشرات .. الحيوانات .. الإنسانْ وسِعت رحمتك الملكوتَ، وليس من البهتانْ إن قلت : ــ ستشملُ رحمتك الكيرى حتى أحفاد الشيطانْ * أفما أغواه الرب بأن لا يسجد للمخلوقْ ؟ فأطاع غواية ربه .. هل ذاك عقوقْ ؟ كلا .. بين الطاعة والعصيان هناك فروقْ ومن المعصية الكبرى رفض غواية ربي وهي بروقْ تسبق تسبيح الرعد له .. للرعد حقوقْ فلتشهدْ كل ملائكة الرب اليوم بأني في حقلي بعد سجودي للأعلى .. لن أسجد للسفلي .. لن أسجد ــ يا ربي رُحماك ــ لمخلوق مثلي لن أسجد إلا لك أنت فأنت المفتاحُ لقفلي أنت الغاوي وأنا المغويّ ولكنْ لستُ من الغـفـلِ ي فأنا من طين أصلي ..أعذاب لي إن أرجعـني الرب إلى أصلي ؟؟؟ لم يسجد .. وأطاع غواية ربّه .. كيف هـلكْ ؟ فتحوّل شيطانا أصبح ملعونا .. وهو ملكْ .. قالوا : ــ من نار أصله .. أتخاف النار من النارْ ؟ وبها قد كان سلكْ ليقول لرب قهار .. قهار .. قهارْ :ــ لم تخلقني كي أسجد إلاّ لكْ فلماذا تلعنني أنت؟ أجابه : ــ لم يلعنك سوى الجهلوتِ من الكفارْ ـ وأنا لم ألعنْ إلاّ من أشرك بي ، بالشرْك هلكْ ! ***بالدمعة لا أدعوك .. ولكن أرجوك إلاهي وأناجيك سواء وانا منتبه .. أو ساهي لن أرجوَ غيرك، معتصمي أنت وجاهي إن تهتُ فأنتَ العائدُ بي من هول متاهي والعودة نحوك مثل رجوع شياهي وخرافي شبعى أعشابا راوية بمياه ي لكنَّ رجوعي نحو بهائك ربي يا باهي وانا شبعان بالإثم التافه والذنب اللامتناهي لا اطمع إلا في مغفرة منك إلاهي وانا طماع ، لكن طمعي ليس له أي تماه ي بالأطماع الأخرى من تلك .. ومن كل الأشباهِ طمعي يسمو بي للسدرة والسدرة ها هي تهتف بي من خلف العرش وبالعرش تباهي فأقول لها : ــ لا أطمع في ما خلف العرش الباهي بل أطمع في العرش لكي أخرسَ خبثَ الأفواهِ فانا لم تستوطني حانات من رجس وملاه ي بل سكنتني قهوة حب عنده .. والحب مقاه ي ومقاهي الدنيا اعرفها دون استثناء ، وانا الشاهي قهوة حب أشربها بردا وسلاما فوقك يا عرش إلاهي سبحانه لا عرش له فالعرش هو الفرش لإيران الشاه ي . تونس ـ عيد الفطر 4\6\2019 ***أنا عاشق .. ليس إلا أحبك أنتِ .. ولست أحبُّ جمالك إلاّ لأني تمثل لي .. فيك بعض جماله عز وجلا لأن قــرنـفلَ شعرك منه عليَّ أطلاّ أبى أن يظل سجينا فحاول أن يستقلا تحرش بي حين لم يخف ما قد تجلّى أباح لعينيَّ أن تريا منه ما قد تـدلّى جبينك من لونه القسطليِّ لنا يتحلى هو الله عن قسمات محياك لن يتخلى وفيها تمثل بعضُ جماله عز وجلا لماذا يقال : حرام على العين أن تتملى خدودا شفاها وتسرقَ من عين حوراءَ كحلا . *رأيتكَ في من خلقت أيا خالقي تـتجلى تقول لنا : ــ افطروا رمضان الذي قد تولى وذاك دليل التسامح منك نعم ، ليس إلا بنعمتك الله إني تحدثت شيخا وكهلا وطفلا فإن ضاق عمري بعفوك ربي أنا أتسلى بأنك لو قلتَ : ــ هيا إلي ، أقل لك : ــ أهلا وسهلا لعينيَّ تحلو بذاتك ربي وفي خاطري أنت أحلى وأحلى كأني تـلحفـني عرشُـك اليوم شمسا وظلا ويهمس أنت لرحمة ربك أقربُ ممن تولى عن الصدق ظل ينافق دينه ديناه فعلا وقولا ولو أنه قد تزكى وصام وحج وصلَّى ولكنَّ قلبه بالعنعنات تشبع جهلا ونقلا ليزرع في الناس جهله العقيدة حقلا فحقلا وتزرع في الناس أنت بعلمك وعيا وعقلا حدائق فاحت لهم ياسمينا ووردا وفلا سأعتنق الله حبا له .. ليس خوفا وذلا فربي حبيبي .. نعم خالق وانا عاشق .. ليس إلا . تونس آخر يوم من رمضان 2018
مرورك بصفحتي يترك وراءه عبق الياسمين .. يا ساكنة في وجداني ووجدان الكلمة الجريئة والمعاني المضيئة .... أرجو لك الصحهْ \ والفرحهْ \ والأيام السمحهْ .. وسلام السلام
ردحذف