الأربعاء، 15 يناير 2025

مَخَاضُ فُسَيْفُسَاءِ الوَطَنِة. بقلم الشاعر عمر الشهباني

 (عمر الشهباني)

ــ ــ ه ــ ــ ــ ه ــ ه ه ــ ه ــ مَخَاضُ فُسَيْفُسَاءِ الوَطَنِ ــ ــ ه ــ ــ ــ ه ــ ه ه ــ ــ


قَرُبَتْ شُمُوسُ الْحَقِّ مِنْ مَرْمَى النَظَرْ***وَتَجَمَّعَتْ فِي الأُفْقِ أَجْزَاءُ الصُّوَرْ

.

وَبَدَا إِلَـــــــــــى الْعَيْنِ الْكَلِيلَةِ ضَوْءُهَا***فَتَبَيَّنَتْ أَلْوَانَهَـــــــــــا عِنْدَ النَّظَرْ

.

كَفُسَيْفُسَـــــــــاءٍ قَدْ تَشَكَّلَ رَسْمُهَا***بِخَرَائِطَ الأَلْــــــوَانِ خُطَّتْ بِالْحَجَرْ

.

وَرُسُومُهَا بَـــــــــــــــانَتْ كَأَنَّهَا لَوْحَةٌ***تَحْكِي الأَمَانِي وَالْمَآسِي وَالْفِكَرْ

.

هَذِي جِبَالٌ شَــــــــــامِخَـاتٌ تَرْتَقِي***هَذَا نَخِيلٌ بَـــــــاسِقٌ عِنْدَ الْمَمَرْ

.

وَبِهَا طَرِيقٌ صَـــــــــــاعِدٌ نَحْوَالْمٌنَى***بِجِوَارِهِ الأَوْحَــــــالُ غَصَّتْ بِالْخَطَرْ

.

وَعَلَى الطَّرِيقِ قَنَـــــــــــاطِرٌوَمَهَالِكٌ*** وَعَلَى الطَّرِيـقِ وُرُودُهُ وَبِهِ الْخَفَرْ

.

وَعَلَى الطَّرِيـقِ مَواسِم ٌسَكَنَتْ لَهَا***خُضْرُ السَّنَـــابِلِ فِي بَوَادِيهَا الأَثَرْ

.

وَبِهَا هُنَـاكَ عَلَى مَشَـارِفِ سَـاحِهَا***جُثَثٌ وَأَنْصَــــــــالٌ تَرَاهَا كَالْبَشَرْ

.

وَتَرَى الجَــــــــوَارِحَ بِالْهَــلاَكِ عَفِيَّةً***لَكَأَنَّهَا جَـــــــــــاءَتْ وَفـَـاء ً بِالنُّذُرْ

.

وَجُمُوعُ نَــــاسٍ لِلسَّرَابِ طَرِيقُهَا***وَطَرِيقُ أُخْرَى سَــــــائِرٌ نَحْوَ السًّعًرْ

.

وَكَثِيــــــرَةٌ تِلْكَ الْبَقَــــــايَا كَأَنَّهَا***أَدْرَانُ حَـيٍّ فِي أَطَــــــــارِيفِ الْحَضَرْ

.

وَبِأَسْفَلِ الْوَادِي هُنَــاكَ جَمَاعَةٌ*** يَتَكَادَسُـــــونَ عَلَى الأَرَائِكِ وَالسُّرُرْ

.

وَيَطَوفُ مِنْ حَوْلِ الْجَمَاعَةِ خَائِنٌ***مُتَحَفِّزَاتٌ خَيْلَهُ يَرْجُـــــــــــــو الْحَذَرْ

.

وَهُنَاكَ فِي أَعْلاَ الضَّبَـابِ مَلاَئِكٌ*** يَتَجَـــــــــاذَلُونَ الْحُبَّ مِنْ عَهْدٍ غَبَرْ

.

وَهُنَــا شَيَــاطِينٌ كَأَنَّ رُؤُوسَهَا***مُتَخَلِّقَـــــــــــاتٍ مِنْ نِفَـــايَاتِ الْبَشَرْ

.

يَتَرَبَّصُـــــونَ الْغَفْوَ عِنْدَ مَلاَكِهَا***يَتَنَاثَرُونَ الرِّجْسَ فِـــــي الطُّهْرِ النَّضِرْ

.

وَتَمُدُّهُمْ مِنْ خَلْفِ جِذْعِ خَمِيصَةٍ***أَجْنَــادُ لَغْوٍ بِالْمَدِيـــــــــحِ الْمُفْتَخَرْ

.

وَعَلَى الْحَوَاشِي قَدْ تَنَاثَرَسَقْطُهَا***فَوْقَ الْمَقَاصِلِ وَالْمَسَالِخِ وَالْحُصُرْ

.

وَهُنَا عَلَى يُسْرٍ تَسِيرٌ قَوَافِلُ***بِطَرِيقِهَا الْقَـــــــاسِي الْمُدَجَّجِ بِالْوَعَرْ

.

تَمْشِي شَرِيطًا يَسْتَظِلُّ حُدَاتُهَا***بِعَمَــــــائِمِ الطُّهْرِ الَمُرَصَّعِ بِالشَّجَرْ

.

وَبِهَا حُدَاةٌ يُظْهِرُونَ رَبَـــاطَةً***وَبِهَا جَوَارٍى يُلْتَمِعْنَ كَمَـــــــــــــا الْقَمَرْ

.

وَبِهَـــــا إِذَا شِئْتُمْ كِلاَبٌ لِصَيدِهَا*** وَبِهَا خُيُـــــولٌ سَـــابِحَاتٌ لِلسَّفَرْ

.

وَبِهَا رِجَــــالٌ يُظْهِـــــــرُونَ أَعِنَّةً***سُمْرًا وَتِيجَــــــــــــانًا تَحَلْيهَا الْغُرَرْ

.

لَكِنَّهَا الأَرْضُ التِي تَحْتَ سَيْرِهِمْ***يَبْدُو جَلِيًّا نَـــــــــــاصِعًا فِيهَا الأَثَرْ

.

يَبْدُو عَلَيْهَا قَدْ مَشَاهَا سَلِيلُهُمْ***قَبْلاً يُسَوِّي فِي مَنَــــاكِبِهَا الْحُفَرْ

.

وَهُنَا عَلَى غَرْبِ النَّقِيشَةِ مِعْوَلٌ***وَجُيُـــــوشُ خَيْلٍ مُنْذِرَاتٍ بِالْخَطَرْ

.

وَطُيُورُ لَيْسَتْ مِنْ جَحَافِلِ أَرْضِنَا***قَدِمَتْ عَلَيْنَــــــا لِلْغَنِيمَةِ وَالظَّفَرْ

.

وَجَدَاوِلُ تَجْرِي يَكَـــــادُ خَرِيـرُهَا***مِنْ فَرْطِ مَـــــانَالَ الْحَدِيقَةَ يَعْتَذِرْ

.

يَتَرَنَّحُ الْمَـــــاءُ الطَّهُـورُ بِسُوقِهَا***يُجْلِي يَبَــــابًا مِنْ تَصَارِيفِ الدُّهُرْ

.

وَيَقُولُ لَوْ يُسْمَعْ حَدِيثُ مِيَاهِهِ***عَفْوًا تَأَخَّرْنَا ...وَهَــــــا عَادَ الْمَطَرْ

.

وَتَكَــــاثَفَتْ عِنْدَ الْغَدِيرِ جَدَاوِلُ***فَتَبَسَّمَ الْعُـــــــودُ النَّدِيُّ الْمُزْدَهِرْ

.

وَعَلَى النَّقِيشَةِ فِي فَسِيحِ فَضَائِهَا***عَبَقٌ وَرِيحٌ طَيَبٌ مِثْلَ السَّحَرْ

.

وَبُحَيْرَةٌ تَلْهْو الطُّيُــــورُ بِشَطِّهَا***وَسَفِينَةٌ الطُّوفَـــــانِ تَعْلُو الْمُنْحَدَرْ

.

بِشِرَاعِهَا الْقَـانِي عَلَيْهِ هِلاَلُهَا***يَحْمِــي نُجُـــــومًا لاَ يُدَانِيهِ الْخَطَرْ

.

وَتَنَــــــاثَرَتْ ضِدَّ الظَّلاَمِ أَهِلَّةٌ***تُهْدِي شَبَابَا غَـــــــاضِبًا كَيْ يَنْتَصِرْ

.

وَجَحَافْلُ الْبُشْرَى تَطُوفُ قَوَارِبُ***لَكَأَنَّهَا بَيْتٌ يَطُـــــــوفُ بِهِ الْبَشَرْ

.

رُبَّــــانُهَا شَعْبٌ أَهَاجَ ضَمِيرَهُ***نُبْلُ الأَمَانِي فاستجـــــاب لَهُ الْقَدَرْ

.

يَا ثَوْرَةَ المَظْلُومِ أَسْفَرَ فَجْرُكِ***وتفرَّق الظُّـــــــــــلاَّمُ وَأنْتَصَرَ الْقَدَرْ

.

هَلْ مِنْ طَرِيقٍ سَالِكٍ نَحْوَ الْمُنَى***هَلْ مِنْ شُعَاعٍ عَابِرٍ يُحْيِ الْبَصَرْ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق