(عمر الشهباني)
ــ ــ ه ــ ــ ــ ه ــ ه ه ــ ه ــ مَخَاضُ فُسَيْفُسَاءِ الوَطَنِ ــ ــ ه ــ ــ ــ ه ــ ه ه ــ ــ
قَرُبَتْ شُمُوسُ الْحَقِّ مِنْ مَرْمَى النَظَرْ***وَتَجَمَّعَتْ فِي الأُفْقِ أَجْزَاءُ الصُّوَرْ
.
وَبَدَا إِلَـــــــــــى الْعَيْنِ الْكَلِيلَةِ ضَوْءُهَا***فَتَبَيَّنَتْ أَلْوَانَهَـــــــــــا عِنْدَ النَّظَرْ
.
كَفُسَيْفُسَـــــــــاءٍ قَدْ تَشَكَّلَ رَسْمُهَا***بِخَرَائِطَ الأَلْــــــوَانِ خُطَّتْ بِالْحَجَرْ
.
وَرُسُومُهَا بَـــــــــــــــانَتْ كَأَنَّهَا لَوْحَةٌ***تَحْكِي الأَمَانِي وَالْمَآسِي وَالْفِكَرْ
.
هَذِي جِبَالٌ شَــــــــــامِخَـاتٌ تَرْتَقِي***هَذَا نَخِيلٌ بَـــــــاسِقٌ عِنْدَ الْمَمَرْ
.
وَبِهَا طَرِيقٌ صَـــــــــــاعِدٌ نَحْوَالْمٌنَى***بِجِوَارِهِ الأَوْحَــــــالُ غَصَّتْ بِالْخَطَرْ
.
وَعَلَى الطَّرِيقِ قَنَـــــــــــاطِرٌوَمَهَالِكٌ*** وَعَلَى الطَّرِيـقِ وُرُودُهُ وَبِهِ الْخَفَرْ
.
وَعَلَى الطَّرِيـقِ مَواسِم ٌسَكَنَتْ لَهَا***خُضْرُ السَّنَـــابِلِ فِي بَوَادِيهَا الأَثَرْ
.
وَبِهَا هُنَـاكَ عَلَى مَشَـارِفِ سَـاحِهَا***جُثَثٌ وَأَنْصَــــــــالٌ تَرَاهَا كَالْبَشَرْ
.
وَتَرَى الجَــــــــوَارِحَ بِالْهَــلاَكِ عَفِيَّةً***لَكَأَنَّهَا جَـــــــــــاءَتْ وَفـَـاء ً بِالنُّذُرْ
.
وَجُمُوعُ نَــــاسٍ لِلسَّرَابِ طَرِيقُهَا***وَطَرِيقُ أُخْرَى سَــــــائِرٌ نَحْوَ السًّعًرْ
.
وَكَثِيــــــرَةٌ تِلْكَ الْبَقَــــــايَا كَأَنَّهَا***أَدْرَانُ حَـيٍّ فِي أَطَــــــــارِيفِ الْحَضَرْ
.
وَبِأَسْفَلِ الْوَادِي هُنَــاكَ جَمَاعَةٌ*** يَتَكَادَسُـــــونَ عَلَى الأَرَائِكِ وَالسُّرُرْ
.
وَيَطَوفُ مِنْ حَوْلِ الْجَمَاعَةِ خَائِنٌ***مُتَحَفِّزَاتٌ خَيْلَهُ يَرْجُـــــــــــــو الْحَذَرْ
.
وَهُنَاكَ فِي أَعْلاَ الضَّبَـابِ مَلاَئِكٌ*** يَتَجَـــــــــاذَلُونَ الْحُبَّ مِنْ عَهْدٍ غَبَرْ
.
وَهُنَــا شَيَــاطِينٌ كَأَنَّ رُؤُوسَهَا***مُتَخَلِّقَـــــــــــاتٍ مِنْ نِفَـــايَاتِ الْبَشَرْ
.
يَتَرَبَّصُـــــونَ الْغَفْوَ عِنْدَ مَلاَكِهَا***يَتَنَاثَرُونَ الرِّجْسَ فِـــــي الطُّهْرِ النَّضِرْ
.
وَتَمُدُّهُمْ مِنْ خَلْفِ جِذْعِ خَمِيصَةٍ***أَجْنَــادُ لَغْوٍ بِالْمَدِيـــــــــحِ الْمُفْتَخَرْ
.
وَعَلَى الْحَوَاشِي قَدْ تَنَاثَرَسَقْطُهَا***فَوْقَ الْمَقَاصِلِ وَالْمَسَالِخِ وَالْحُصُرْ
.
وَهُنَا عَلَى يُسْرٍ تَسِيرٌ قَوَافِلُ***بِطَرِيقِهَا الْقَـــــــاسِي الْمُدَجَّجِ بِالْوَعَرْ
.
تَمْشِي شَرِيطًا يَسْتَظِلُّ حُدَاتُهَا***بِعَمَــــــائِمِ الطُّهْرِ الَمُرَصَّعِ بِالشَّجَرْ
.
وَبِهَا حُدَاةٌ يُظْهِرُونَ رَبَـــاطَةً***وَبِهَا جَوَارٍى يُلْتَمِعْنَ كَمَـــــــــــــا الْقَمَرْ
.
وَبِهَـــــا إِذَا شِئْتُمْ كِلاَبٌ لِصَيدِهَا*** وَبِهَا خُيُـــــولٌ سَـــابِحَاتٌ لِلسَّفَرْ
.
وَبِهَا رِجَــــالٌ يُظْهِـــــــرُونَ أَعِنَّةً***سُمْرًا وَتِيجَــــــــــــانًا تَحَلْيهَا الْغُرَرْ
.
لَكِنَّهَا الأَرْضُ التِي تَحْتَ سَيْرِهِمْ***يَبْدُو جَلِيًّا نَـــــــــــاصِعًا فِيهَا الأَثَرْ
.
يَبْدُو عَلَيْهَا قَدْ مَشَاهَا سَلِيلُهُمْ***قَبْلاً يُسَوِّي فِي مَنَــــاكِبِهَا الْحُفَرْ
.
وَهُنَا عَلَى غَرْبِ النَّقِيشَةِ مِعْوَلٌ***وَجُيُـــــوشُ خَيْلٍ مُنْذِرَاتٍ بِالْخَطَرْ
.
وَطُيُورُ لَيْسَتْ مِنْ جَحَافِلِ أَرْضِنَا***قَدِمَتْ عَلَيْنَــــــا لِلْغَنِيمَةِ وَالظَّفَرْ
.
وَجَدَاوِلُ تَجْرِي يَكَـــــادُ خَرِيـرُهَا***مِنْ فَرْطِ مَـــــانَالَ الْحَدِيقَةَ يَعْتَذِرْ
.
يَتَرَنَّحُ الْمَـــــاءُ الطَّهُـورُ بِسُوقِهَا***يُجْلِي يَبَــــابًا مِنْ تَصَارِيفِ الدُّهُرْ
.
وَيَقُولُ لَوْ يُسْمَعْ حَدِيثُ مِيَاهِهِ***عَفْوًا تَأَخَّرْنَا ...وَهَــــــا عَادَ الْمَطَرْ
.
وَتَكَــــاثَفَتْ عِنْدَ الْغَدِيرِ جَدَاوِلُ***فَتَبَسَّمَ الْعُـــــــودُ النَّدِيُّ الْمُزْدَهِرْ
.
وَعَلَى النَّقِيشَةِ فِي فَسِيحِ فَضَائِهَا***عَبَقٌ وَرِيحٌ طَيَبٌ مِثْلَ السَّحَرْ
.
وَبُحَيْرَةٌ تَلْهْو الطُّيُــــورُ بِشَطِّهَا***وَسَفِينَةٌ الطُّوفَـــــانِ تَعْلُو الْمُنْحَدَرْ
.
بِشِرَاعِهَا الْقَـانِي عَلَيْهِ هِلاَلُهَا***يَحْمِــي نُجُـــــومًا لاَ يُدَانِيهِ الْخَطَرْ
.
وَتَنَــــــاثَرَتْ ضِدَّ الظَّلاَمِ أَهِلَّةٌ***تُهْدِي شَبَابَا غَـــــــاضِبًا كَيْ يَنْتَصِرْ
.
وَجَحَافْلُ الْبُشْرَى تَطُوفُ قَوَارِبُ***لَكَأَنَّهَا بَيْتٌ يَطُـــــــوفُ بِهِ الْبَشَرْ
.
رُبَّــــانُهَا شَعْبٌ أَهَاجَ ضَمِيرَهُ***نُبْلُ الأَمَانِي فاستجـــــاب لَهُ الْقَدَرْ
.
يَا ثَوْرَةَ المَظْلُومِ أَسْفَرَ فَجْرُكِ***وتفرَّق الظُّـــــــــــلاَّمُ وَأنْتَصَرَ الْقَدَرْ
.
هَلْ مِنْ طَرِيقٍ سَالِكٍ نَحْوَ الْمُنَى***هَلْ مِنْ شُعَاعٍ عَابِرٍ يُحْيِ الْبَصَرْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق