أخيرًا فهمتُ وتأكدتُ أنها أحنُّ وأطيبُ قلبٍ، هي زوجتي،
فهي الصدقُ الذي لا غشَّ فيه، والنورُ الذي لم يخفتْ يومًا عن الدرب.
(هي من ارتدت الاسود من اجلي
(وجعلت من نور النهار ظلمة باخر الليل
كانت له السندَ يومَ أثقلتهُ الحياةُ،
والرفيقةَ حين ضاقت به الدروبُ،
أمًّا لأبنائهِ، تُربيهم بحبٍّ وحنانٍ،
وقلبًا يُمطرُ دفئًا في ليالي الغربةِ والوجعِ.
إذا حلّ عليه المرضُ، سهرتْ بقلبِها قبلَ عينيها،
وإذا ضاقت به الدنيا، كانت صدرًا يحتضنُ الأملَ،
ابتسامتها، ضياءٌ لا ينطفئُ،
ووجودُها، وطنٌ يأوي إليهِ في كلِّ حينٍ.
جمالُها ليس مجرَّد ملامحَ تُرسمُ،
بل روحٌ تُشرقُ كالفجرِ،
وطيبةٌ تُزهرُ في قلبِ من حولَها،
كأنها خُلقت لتكونَ بلسمًا للحياةِ.
ما غدرتْ، وما مالتْ، وما خذلتْ،
كانت الوفاءَ الذي لا يعرفُ الخيانةَ،
وكانت العطاءَ الذي لا ينضبُ،
امرأةٌ بصفاتِ الأمِّ، بحنوِّ الصديقةِ،
وبرفقِ الأختِ التي تُداوي الجراحَ.
في ضعفِه، كانت له القوةَ،
وفي حزنِه، كانت له السلوى،
فإن كان للحبِّ معنى،
فهي المعنى، وهي النبضُ، وهي الحياةُ.
الدكتور مصطفى محمد العياشي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق