السبت، 25 يناير 2025

قراءة في قصيدة "عشقك الأبدي" للشاعر طاهر مشي بقلم الإعلامي الشاعر محمد الوداني

 قراءة في قصيدة "عشقك الأبدي" بقلم الإعلامي الشاعر محمد الوداني 

ااااااااااااا ااااااااااااا ااااااااااااا 

قصيدة "عشقك الأبدي" للشاعر طاهر مشي تحمل في طياتها عمقًا فلسفيًا وعاطفيًا نادرًا، حيث تنبض بكل معاني الألم والخذلان، متجسدة في لغة شاعرية آسرة تلامس الروح وتأسر الفكر. يتميز النص بتدفقه العاطفي القوي، إذ يبدأ بفراغ يمهد للقارئ لحالة تأملية قبل أن يغوص في عوالم الحزن والانتظار.


تكرار الحروف الممتدة في البداية يعكس صرخة داخلية مكتومة، وكأن الشاعر يطلق زفرة أخيرة قبل الاستسلام لمصير لا مفر منه. أما حين يقول: "حينها فقط أدركت أن الموت ملاذٌ"، فهو لا يعبر عن الموت كفناء جسدي، بل كخلاص من العذاب والخذلان، وكأن الأمل الذي طالما كان منارةً له قد تلاشى، تاركًا وراءه واقعًا لا يحتمل.


نلمس في قوله: "فكل الأحلام مصلوبة على عتبة أمل موؤود" حالة من الأسى العميق، حيث يصوّر الأحلام وكأنها ضحايا على مشارف الموت، تلاشت سرائرها وضاعت عهودها، ولم يبقَ سوى انتظار المصير الأبدي الذي لا رجعة منه. إن البناء اللغوي هنا يحمل ثقلًا شعوريًا قويًا، يرسّخ فكرة الحتمية والقدر المحتوم، وكأن الحياة لم تعد سوى انتظار لشيء لا بد من وقوعه.


لكن رغم كل هذا الحزن، نجد بريقًا فنيًا حين يقول: "فقط دعيني أرسم لوحتي الأخيرة حيث تجتمع بهرجة الصباح وطعم القهوة وهسهسة الحيارى"، فهنا الشاعر يصنع لحظة وداعية مميزة، يلتقط فيها جمال تفاصيل الحياة حتى وهو على حافة الاندثار. وكأن الفن هو آخر ما يتمسك به قبل أن يأتي الموت الموعود، في مشهد يتماهى بين الواقعية والسريالية، بين الحقيقة والمجاز.


يصل النص إلى ذروته عند الختام، حيث الاندثار حتمي والمصير لا مرد له، لكنه لا يخلو من تأمل فلسفي، إذ يضع الموت في إطار مختلف، ليس مجرد نهاية، بل ربما اكتمال لصورة الحياة بكل تناقضاتها. وهذا ما يجعل النص مفتوحًا للتأويل، حيث يمكن قراءته من زوايا متعددة بين الفناء والتحرر.


في المجمل، قصيدة "عشقك الأبدي" تفيض بمشاعر عميقة وتُقدَّم بلغة رصينة ومؤثرة، تعكس براعة طاهر مشي في استخدام الرمزية والبناء الشعري الذي يترك أثرًا بالغًا في نفس القارئ. إنها ليست مجرد قصيدة، بل هي تجربة شعورية متكاملة تستحق التأمل والتقدير.


مع تحيات ادارة مجلة غزلان للأدب والشعر والابداع الفني العربي للنشر والتوثيق والقراءة النقدية التحليلية الثقافية العربية

قصيدة "عشقك الأبدي"

ااااااااااااا ااااااااااااا ااااااااااااا 

حينها فقط أدركت أن الموت ملاذٌ

فكل الأحلام مصلوبة على عتبة أمل موؤود

حيث شقت كل السرائر وتلاشت العهود 

ولم يبقَ منها سوى ذلك المصير الأبدي 

محتوم هو موتي 

فقط دعيني أرسم لوحتي الأخيرة 

حيث تجتمع بهرجة الصباح وطعم القهوة 

وهسهسة الحيارى 

لتندثر كل الخرافات 

ويأتي الموت الموعود 

ااااااااااااا ااااااااااااا 

طاهر مشي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق