(الكلام على الكلام..صعب)
تعقيب الباحث و الكاتب العراقي القدير د- أحمد الكاتب *على مقالنا الذي تولت-الوجدان الثقافية-الممثلة في شخص رئيسها ومديرها العام د-طاهر مشي،نشره ،والموسوم بعنوان: مرايا..متشظية
هذه ليست دمشق الوارفة..التي كانت..!
محمد المحسن
"هذا النص الذي كتبه محمد المحسن يحمل في طياته حزناً عميقاً وتأملاً مريراً حول الهوية والاغتراب والخراب الذي أصاب مدناً كانت رمزاً للحضارة والروح الإنسانية، كدمشق وبغداد. النص مكتوب بلغة شاعرية عذبة تجمع بين السرد الشخصي والوجداني والتأمل التاريخي، ليعيد تشكيل المشهد بين ما كان وما آل إليه.
ملامح النص :
اللغة والصور البلاغية : النص يعج بصور جمالية مثل "دموع بحجم المطر"، "رذاذ ياسمينها في الحارات"، و"ينخر شفيف الرّوح"، التي تحمل المشاعر الإنسانية المرتبطة بالحنين والألم. هذه الصور تجعل النص أقرب إلى قصيدة نثرية منه إلى مجرد مقال.
التاريخ والواقع : يتداخل النص بين استحضار مجد المدن القديمة – دمشق وبغداد – ومقارنتها بحالتها الراهنة التي تشي بالخراب. هذا التناقض يعكس الفجوة بين الماضي المزدهر والحاضر المليء بالخذلان.
الاغتراب الشخصي والجمعي : الكاتب يعبر عن اغتراب مزدوج؛ اغتراب ذاتي يتجلى في تجربته الفردية كإنسان مرهف الحس تجاه الزمن والتغير، واغتراب جمعي يعيشه العرب اليوم في ظل التحولات السياسية والاجتماعية المدمرة.
السؤال الحائر : السؤال في نهاية النص يعكس الذروة، حيث يبقى الخراب بلا تفسير واضح، مما يفتح المجال للقارئ للتفكر والبحث عن إجابات في سياق أوسع يتجاوز حدود المكان والزمان.
قراءة نقدية :
جماليات الأسلوب : النص يتميز بتكثيف لغوي قوي، حيث كل جملة تحمل شحنة عاطفية ومعنوية تعبر عن الألم والأسى. لكن هذا التكثيف قد يُشعر القارئ بثقل الحزن المتواصل دون انفراجة.
الرؤية الفكرية: الكاتب يلمّح إلى الأسباب الكبرى التي أوصلت الأمة إلى هذا الحال، لكنه لا يخوض في تحليل عميق لها، تاركاً الأمر للقارئ. هذه المراوغة بين الوصف والتحليل تضيف للنص بعداً فلسفياً .
الحزن الجماعي : النص يوظف الرموز المكانية (دمشق وبغداد) كمرايا للحالة العربية العامة، مما يمنحه عمقاً أكبر حيث يتحول المكان إلى استعارة للوطن العربي بأسره.
اقتراحات لتعزيز النص
تقديم المزيد من التفصيل والتحليل حول الأسباب التي يلمّح إليها الكاتب، خاصة فيما يتعلق بالخراب السياسي والثقافي.
توسيع الإطار الزمني ليشمل أملاً ولو بسيطاً، حتى لا يظل النص أسير الحزن فقط
خلاصة :
هذا النص هو شهادة وجدانية على وجع عربي مشترك، يُذكّرنا بتاريخ مدننا وحضاراتنا وما آلت إليه. الكاتب محمد المحسن يعبر بصوت عميق مليء بالألم والحنين، تاركاً أثره في نفس القارئ كدعوة للتأمل والتفكر في مصائرنا."
الباحث والكاتب العراقي أحمد الكاتب
هوامش:
*أحمد الكاتب باحث وكاتب عراقي،من أعلام حركة إصلاح التراث الإسلامي ولد في مدينة كربلاء التاريخية بالعراق عام 1953.
**لمزيد الإطلاع على المقال،يرجى العودة إلى الوجدان الثقافية.
***لا يفوتني أن أتقدم بجزيل الشكر وعميق الإمتنان إلى هذا الباحث والكاتب القدير د-أحمد الكاتب على قراءته المستفيضة لمقالنا،وقد نشرناه تعميما للفائدة وبمنآى عن التضخم النرجسي-الذي يستهوي البعض-!،راجين من قراء وكتاب-الوجدان-الكرام التفاعل الموضوعي مع كل النصوص الجيدة شحذا للعزائم،ودفعا في اتجاه بلورة الذائقة الفنية لدى المتلقي،حتى نؤسس لخطاب إبداعي متميز،واعد وطموح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق