السبت، 25 يناير 2025

تحليل نقدي بقلم مشترك للاستاذ الشاعر محمد الوداني والشاعرة الأديبة غزلان البوادي حمدي لقصيدة "إن بعض الظن إثم" للشاعر يوسف بلعابي

 تحليل نقدي بقلم مشترك للاستاذ الشاعر محمد الوداني والشاعرة الأديبة غزلان البوادي حمدي 

قصيدة "إن بعض الظن إثم" للشاعر يوسف بلعابي تنتمي إلى الشعر الحر،تحليل نقدي بقلم مشترك للاستاذ الشاعر محمد الوداني والشاعرة الأديبة غزلان البوادي حمدي 

قصيدة "إن بعض الظن إثم" للشاعر يوسف بلعابي تنتمي إلى الشعر الحر، حيث تحرر الشاعر من قيود الوزن والقافية التقليدية، مما أتاح له مرونة تعبيرية عالية تتناسب مع طبيعة النص العاطفية والانفعالية. ويظهر في النص توظيف واضح للإيقاع الداخلي القائم على التكرار والتنغيم، مما يخلق موسيقى خفية تعزز الإحساس بالحزن والخيانة.


يدور النص حول خيبة الأمل في الحب، حيث يبدأ الشاعر بإظهار حجم التوقعات والأحلام التي بناها حول الحبيب، مستخدمًا صورًا شاعرية مكثفة: "ظننتك شمسا تنير عتمة أكواني"، حيث يجسد الحبيب كمصدر للنور والخلاص، مما يعكس تعلق الشاعر به حدّ التقديس. وفي "وغيثا هتونا يسقي جفاف روحي"، نجد صورة أخرى للحبيب كمصدر للحياة والتجدد. ثم يتحول الحب من خلاص إلى ألم، كما في "يا جرحا غائرا كيف يلتئم؟"، وهو انتقال درامي يعكس عمق الخيبة.


يظهر النص تأثرًا واضحًا بالمدرسة الرومانسية، حيث يمزج الشاعر بين العاطفة الجياشة والصور الطبيعية ليعبر عن حالته النفسية. فالتضاد بين "الصباح الجديد" و**"الليالي العكرة"** يبرز التحول الكبير من الأمل إلى الخذلان. أما لغة النص، فهي مباشرة لكنها محملة بالعاطفة، وتعتمد على الاستفهام الإنكاري والتكرار لإبراز الصدمة والخذلان، كما في "لماذا كنت خوانا؟ لماذا كنت للوفاء ناكرا؟"، وهي تساؤلات تعبر عن محاولة يائسة لفهم الخيانة. بينما في "يا من حسبتك كل أحلامي... يا من خلتك برء لآلامي"، يعزز التكرار الشعور بالحسرة والمرارة.


ويختم الشاعر قصيدته بجملة تقريرية مستمدة من القرآن الكريم "إن بعض الظن إثم"، لكنه يحمّلها معنى جديدًا يعكس تجربته الشخصية، حيث يطرح تساؤلًا وجوديًا: هل يستحق من يثق بالخائن جزاءً حسنًا؟ القصيدة تعكس تجربة ذاتية عميقة، وتتميز بصدقها العاطفي وصورها المؤثرة، مما يجعلها تعبيرًا قويًا عن خيبة الأمل في الحب. وقد نجح الشاعر يوسف بلعابي في تجسيد الصدمة العاطفية بأسلوب شاعري مميز، يجعل من النص مرآة تعكس الألم الإنساني في أبهى صوره الأدبية.


مع تحيات ادارة مجلة غزلان للأدب والشعر والابداع الفني العربي حيث تحرر الشاعر من قيود الوزن والقافية التقليدية، مما أتاح له مرونة تعبيرية عالية تتناسب مع طبيعة النص العاطفية والانفعالية. ويظهر في النص توظيف واضح للإيقاع الداخلي القائم على التكرار والتنغيم، مما يخلق موسيقى خفية تعزز الإحساس بالحزن والخيانة.


يدور النص حول خيبة الأمل في الحب، حيث يبدأ الشاعر بإظهار حجم التوقعات والأحلام التي بناها حول الحبيب، مستخدمًا صورًا شاعرية مكثفة: "ظننتك شمسا تنير عتمة أكواني"، حيث يجسد الحبيب كمصدر للنور والخلاص، مما يعكس تعلق الشاعر به حدّ التقديس. وفي "وغيثا هتونا يسقي جفاف روحي"، نجد صورة أخرى للحبيب كمصدر للحياة والتجدد. ثم يتحول الحب من خلاص إلى ألم، كما في "يا جرحا غائرا كيف يلتئم؟"، وهو انتقال درامي يعكس عمق الخيبة.


يظهر النص تأثرًا واضحًا بالمدرسة الرومانسية، حيث يمزج الشاعر بين العاطفة الجياشة والصور الطبيعية ليعبر عن حالته النفسية. فالتضاد بين "الصباح الجديد" و**"الليالي العكرة"** يبرز التحول الكبير من الأمل إلى الخذلان. أما لغة النص، فهي مباشرة لكنها محملة بالعاطفة، وتعتمد على الاستفهام الإنكاري والتكرار لإبراز الصدمة والخذلان، كما في "لماذا كنت خوانا؟ لماذا كنت للوفاء ناكرا؟"، وهي تساؤلات تعبر عن محاولة يائسة لفهم الخيانة. بينما في "يا من حسبتك كل أحلامي... يا من خلتك برء لآلامي"، يعزز التكرار الشعور بالحسرة والمرارة.


ويختم الشاعر قصيدته بجملة تقريرية مستمدة من القرآن الكريم "إن بعض الظن إثم"، لكنه يحمّلها معنى جديدًا يعكس تجربته الشخصية، حيث يطرح تساؤلًا وجوديًا: هل يستحق من يثق بالخائن جزاءً حسنًا؟ القصيدة تعكس تجربة ذاتية عميقة، وتتميز بصدقها العاطفي وصورها المؤثرة، مما يجعلها تعبيرًا قويًا عن خيبة الأمل في الحب. وقد نجح الشاعر يوسف بلعابي في تجسيد الصدمة العاطفية بأسلوب شاعري مميز، يجعل من النص مرآة تعكس الألم الإنساني في أبهى صوره الأدبية.


مع تحيات ادارة مجلة غزلان للأدب والشعر والابداع الفني العربي

******


*ان بعض الظن اثم*


ظننتك شمسا

تنير عتمة أكواني

 وغيثا هتونا

يسقي جفاف روحي..!

ويروي ظمأ سنيني

ويطفئ نيران غليلي..!

ظننتك صباحا جديدا

مضيئا مشرقا

يتبعه نسيماحلوا عليلا

ينسيني ليالي العكرة..!

يا من زرعت آمالي

بك حسبانا..؟

يا جرجا غائرا

كيف يلتئم..؟

يا وهما خلته

يقينا وحقيقة

يا من حسبتك كل أحلامي

يا من خلتك برء لآلامي

يا من أريتني في الهوى النكد

يا من أضرمت في قلبي نارا

وفي الهجران قد كنت متعمدا

لماذا كنت خوانا

لماذا كنت للوفاء ناكرا

يا من تركتني 

في نار الغدر أصطلي

ان بعض الظن إثم

ومن ظن بأهل الغدر خيرا

هل يجازى جزاءا حسنا..؟


بقلمي يوسف بلعابي تونس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق