الاثنين، 22 يوليو 2024

دور الإرشاد الأسري في تحقيق الأمن الأسري في عصر التحول الرقمي بقلم: يمنى أبو زريق باحثة بسلك الدكتوراة- جامعة القدس المفتوحة

 دور الإرشاد الأسري في تحقيق الأمن الأسري في عصر التحول الرقمي

يشهد العالم اليوم تحولاً رقمياً سريعاً، أثر بشكل كبير على كافة جوانب الحياة، بما في ذلك الأسرة. مع تزايد استخدام التكنولوجيا الحديثة في التواصل والتفاعل، ظهرت تحديات جديدة تهدد أمن الأسرة واستقرارها. وفي هذا السياق، يتم تسليط الضوء على دور الإرشاد الأسري كأداة فعالة في مواجهة هذه التحديات وحماية الأسرة من مخاطر العالم الرقمي.

يهدف هذا البحث إلى تحليل دور الإرشاد الأسري في تحقيق الأمن الأسري في عصر التحول الرقمي. سيتم استكشاف التحديات التي تواجه الأسر في هذا العصر وكيف يمكن للإرشاد الأسري المساعدة في التصدي لهذه التحديات من خلال تحقيق الأمن الأسري. كما سيتم تقديم الأدوار والأساليب التي يمكن للإرشاد الأسري اتخاذها لتحقيق الأمن الأسري في ظل التحول الرقمي الذي نعيشه.

تعريف الإرشاد الأسري والأمن الأسري

يتعلق الإرشاد الأسري بتقديم الدعم والإرشاد للأسرة في مختلف جوانب حياتها، بما في ذلك العلاقات الأسرية والتربية والتواصل. أما الأمن الأسري فيشير إلى توفير بيئة آمنة وصحية لأفراد الأسرة. سيتم استكشاف هذين المفهومين بشكل مفصل لفهم كيف يمكن للإرشاد الأسري المساهمة في تحقيق الأمن الأسري، وخاصة في ظل التحول الرقمي الذي يؤثر على حياة الأسر في الوقت الحاضر إن الأمن الأسري هو الركيزة الأساسية لاستقرار المجتمع وازدهاره. وفي ظل التطور التكنولوجي السريع، أصبح الحفاظ على هذا الأمن أكثر صعوبة. التكنولوجيا على الرغم من فوائدها الكبيرة، إلا أنها تحمل في طياتها العديد من المخاطر التي تهدد أمن الأسرة، مثل العنف السيبراني الذي يشمل التنمر الإلكتروني، والتحرش الجنسي عبر الإنترنت، والتهديدات؛ إدمان الإنترنت الذي يؤدي إلى إهمال العلاقات الأسرية وتدهور الأداء الأكاديمي والمهني؛ انتشار المعلومات المغلوطة التي تؤثر على الرأي العام وتؤدي إلى صراعات داخل الأسرة؛ وأخيراً، تهديد الخصوصية من خلال التطبيقات ومواقع الإنترنت.

دور الإرشاد الأسري في تحقيق الأمن الأسري

ويلعب الإرشاد الأسري دوراً حيوياً في حماية الأسرة من هذه التحديات، وذلك من خلال توعية أفراد الأسرة بمخاطر العالم الرقمي وتوفير المعلومات اللازمة حول كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل آمن، وتعزيز التواصل العائلي وتشجيع أفراد الأسرة على التواصل بصراحة وبناء الثقة المتبادلة، وتدريب أفراد الأسرة على المهارات الرقمية لتمكينهم من استخدام التكنولوجيا بوعي ومسؤولية ومعرفة كيفية حماية بياناتهم الشخصية، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لأفراد الأسرة الذين يواجهون مشكلات تتعلق بالإفراط في استخدام التكنولوجيا أو التعرض للعنف الإلكتروني، وخلق بيئة عائلية تتسم بالمحبة والاحترام وتشجع على قضاء الوقت معاً بعيداً عن الشاشات.

فإن الإرشاد الأسري هو أحد أهم الأدوات التي تعتمد عليها الأسرة لمواجهة تحديات العصر الرقمي في تحقيق الأمن الأسري في عصر التحول الرقمي أكثر أهمية من ذي قبل، من خلال تثقيف أفراد الأسرة، وتعزيز التواصل، وتعزيز القيم والأخلاق الأسرية، وبناء بيئة أسرية آمنة، تستطيع الأسرة أن تحمي نفسها من المخاطر التي تهدد أمنها واستقرارها في ظل الظروف الحالية.

بقلم: يمنى أبو زريق

باحثة بسلك الدكتوراة- جامعة القدس المفتوحة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق