الأربعاء، 17 يوليو 2024

الزمن بقلم الأديبة سامية خليفة/ لبنان

 الزمن


أقفُ مذهولًا

ترجعُ بيَ السنينُ إلى الوراءِ

أبوابٌ أمامي تترصَّدُني

تقتحِمُ عليَّ خلوتي

تختزل مسيرتي 

تختزل مسافاتٍ عبرتُها 

لو أعدتُ السَّير للخلفِ

أو تقدمت 

سيّان 

أبوابٌ مغلقةٌ كما النُّفوسُ

تغلِّفُ النَّوايا

كما انخداعُ البصرِ

في زيفِ المرايا

حقّا أنا أبكي

لا انكُرُ الدَّمعةَ ولا أُخفي

لا ليس قذى ما أدمعَ مقلتي

إنَّها آثارُ السِّنين

التي أبكتني

وإنَّهِ صوتُ النَّدمِ

القابعُ في صيوان الأذنِ

الذي يصحو 

كلّما تذكَّرتُ

أنَّ بابًا لم أفتحْه

هو بابُ الأملِ

وأنَّ الحلمَ الذي ماتَ

كان لهُ ألفُ بابٍ وبابٍ

ومعبرٌ خنقتُه بسدادةٍ

فأضْحى حبيسًا في قمقمٍ

يا للزّمنِ

حينَ يأخذُ منّا البسماتِ

ولا يخلِّفُ لنا 

إلّا العبرات


سامية خليفة/ لبنان



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق