الخميس، 18 يوليو 2024

لا شيء يحجُبُ الصّمتَ بقلم الكاتب. محمد الناصر شيخاوي

 لا شيء يحجُبُ الصّمتَ

أقف الآن خلفي 

خلفي تماما 

لأراني من زاوية أخرى

هذا يُمكّنني من استعادة ملامحَ ماءٍ وطينٍ

شخوصا أضعتُ عناوينها وصُورا قديمة

أقف خلفي 

كي أسنُدَ خطوات مُرتبكةً ضلّتْ طريقها ذات عبور خاطف

أقف ورائي 

أُحدّق مليّا في هذا الذي أمامي

فلا أعرفه

ماذا أنا فاعل لو جاءتْ كعادتها ولم تجِدْني في الموعد

ماذا لو طال مسامعي وقعُ خُطى ظفائرها الذّهبيّة

وضاقت الأزقّة الباهتة - كما في كل مرّة - 

بعتاباتنا وحماقاتنا التي لا تنتهي

ماذا لو ألقتْ بروحها - من جديد -  

بين حُضنها وحُضني

ماذا

ماذا لو أعادوني إليّ؟! 

هل كنتُ سأُحبّها كما أحببتُ مساء غريبا حطّ فجأة على كفّ يدي الصَّغيرة 

ثمّ طار؟ 

كمْ مِن الأشياء والأمور كنتُ سأُصوّبُ مسارَها لو أعدتُ هذا  الذي أمامي إلى الوراء

ربّما كلّ شيء ؛ 

ورُبّما لا شيء ! 

كَمْ هو صعبٌ أن تختارَ بين ما كنتَ تودّ أن تكونَه 

وبين ما أنت عليهِ الآن

كمْ هو صعبٌ أن تقِفَ خلفك وأمامك في نفس الآن

المؤكد الوحيد ؛ 

صوتٌ ملائكيّ يُردِّد :

* ما في وردْ بيُطلبْ مَيْ        الوردْ بيبقى سْكوتْ *

* اذا ما سقيته شْوَيْ شْوَيْ    عالسّاكِتْ بيمُوتْ *

لروحه السّكينة والسّلام 

فنّاننا الخالد والمحبوب : ملحم بركات

                                                   محمد الناصر شيخاوي

                                                              تونس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق