إنَّ "الكُويتَ" وإنْ ضَاقَتْ شَوارِعُها
فلْتَسْكُنْ القَلبَ فِي "مِصْرَ" وَشُرْيَانِي
إنَّ "الكُوَيتَ "بِلادٌ تَمَّ أنْجُمَهَا
نَعِيمُ اللهِ أضْحَي جُلَّ عُنْوانِي
بِلادٌ تَنْقُشُ المَعْرَوفَ فِي ثِقَةٍ
وَتَزْرَعُ الوَرْدَ فِي قَلبِّي وَبُسْتَانِي
أَصِيلَةُ الرَّايَاتِ فِي طِيبٍ وِفِي كَنَفٍ
يَسُودُهَا العِطْرُ تَمْسَحُ كُلَ أشْجَانِي
يَامَنْ سَبَبْتَ "كُوَيتَ" كُنْ عَلَي خَجَلٍ
إنَّ"الكُويتَ"رَحِيقٌ رِيحُه دَانِي
شَمَمْتُ عَبِيرَها مِسْكًا فَواحًا
وَرِيحُ المِسْكِ أَبْهرَنِي وَشَجَانِي
إنَّ الدَّيَارَ إذَا مَا أَلْمْعَتْ نُورًا
تَرَي "الكُوَيتَ" نَسِيمًا لَونُه قَانِي
فَطِبْ نَفْسًا ولا تَظْلِمْ أُخَيَّا
كَرِيمَ الرَّوحِ كَمَّالَ المَعَانِي
"كُويتُ"أكْمَلُ البُلدَانِ خُلُقًا
وأطْيَبُ قَلبُها سُورٌ حَبَانِي
إنَّ "الكُويتَ" بَلادٌ لا مَثَيلَ لَهَا
بِالحُسْنِ تُطْرِبَ مُنْيَةَ الإنْسَانِ
فَكُنْ أُخُيّا أَصيلًا حِينَ تُوصِفُها
وَكُنْ رَقيقًا إذَا مَا نِمْتَ ب"خِيطَان"
وَفِي "الوَفْرةِ"حَبْلٌ طَابَ وَاصِلُهُ
فَلا تَعْجَلْ وَرَتِّلْ آيَ قُرْآنِي
وَزُرْ "حَوَلَّيَ" ولا تَقطَعْ زِيارَتَها
وَعِشْ سَعِيدًا إنَّ العُمْرَ قَدْ فَانِي
وَ"جَهْرةَ" الأبَطَالِ لا تَنْسَ زِيارَتَها
وَ "الأحْمَدِيَّ" شُمُوسٌ نُورُها ثَانِ
"صَبَّاحُ" للسِّلمِ مَدَتْ كُلَّ أوْجُهَها
فُخِلْتُها البَدْرَ والسَّبْعَ المَثَانِي
"مُبَارَكٌ" مَكْحُولَةُ العَينَينِ بَاسِمَةٌ
كَنَشِيدِ شِعْرٍ طَيبَ الألْحَانِ
وَ"السَّالِمِيَةُ"جُلُّ النَّاسِ يَعرِفُها
مَمْشُوقَةَ القَدِّ لَفَيفًا فَرْعَهَا الزَّانِ
"العَبْدَلِيُّ" بَعِيدٌ طَابَ مَسْكَنُها
أشْجَارُهَا فَنَنٌ نُسِجَتْ بأفْنَانِ
وَ"الرُّمَيثاءُ" قَريبٌ جَنْبَ "رَابيةٍ "
كِلاهُما أَنْبتَتْ خُضْرًا بِصِنْوان
هَذِي "الكُويتُ" وكُلُّ العُرْبِ يَعْشَقُهَا
يَا لَيتَها سَكَنِي أوْ كُلُّ أكْفَانِي
شعر /
عيد هاشم الخَطَّارِي
مصر _ قنا