**صورة من الماضي**
لا شيء أبلغ من استدعاء ملامح الماضي حين تحاصرنا زحمة الحاضر؛ تلك اللحظات الخالدة التي تلتحف الأبيض والأسود، تحمل معها بساطة الحياة ونقاءها. أنا لا أُجيدُ منافسة أحد، فإن أردت البحث عن ذاتي الحقيقية، فسوف أجدني دومًا في الطريق الخالية. هناك، حيث كنت أتسابق مع نفسي التي عرفتها بالأمس، مع الطفولة التي كانت شاهدة على انطلاقي، ومع الأحلام التي رسمت معالم مستقبلي.
صور الماضي تسكنني، أراها مشرقة في تقاسيم وجهي كلما تأملتني. تستحضر لديَّ شعورًا لا يوصف، مزيجًا من الحنين والإصرار، يدفعني لأستقبل الحياة بكل تناقضاتها. في تلك الصور، أجد قوتي؛ فهي تُذكرني بأنني قد تخطيت الكثير، وتدعوني دومًا للتحدي رغم ثقل المسؤوليات وضجيج الحاضر.
الحياة ليست دائمًا كما نريدها؛ ففي طياتها سلبيات تعكر صفو أيامنا، وتُجبرنا أحيانًا على التراجع. لكنها في ذات الوقت تُعلمنا الثبات والإصرار على أن نكون نحن. بين تلك السلبيات، أجد نفسي مرة أخرى، أستمد من الماضي دروسًا للحاضر، وأخطو بثقة نحو المستقبل، واثقة بقدرتي على إثبات وجودي.
ما أجمل أن نحتفظ بذكرياتنا كمرآة تعكس هويتنا! فهي ليست مجرد أحداث مرت، بل هي أركان أساسية تشكل كياننا وتوجه مساراتنا.
عائشة ساكري، تونس🇹🇳
21 ديسمبر 2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق