طائر الألبتروس
*************
.
.
(1)
.
السفينة بعرض الأمواج..
وهؤلاء البحارةُ هائجين..
تحت سماء بلون النّحاس المذاب.
.
.
ولم نكُنْ غيرَ
عصافيرَ القطرس..
تحملُ في أجنحتِها صمتَ الفجر،
تحلّقُ بحبٍّ
يتّسعُ لأحزانٍ لم تولدْ بعد..
.
..
.
(2)
.
تحت حرارة شمس الظهيرة،
كنت تُهدهدُني كالطفلة بين ذراعيك:
“سأحملكِ إلى حيثُ لا سماءَ
إلا عينيكِ،
ولا هواءَ إلا أنفاسي.”
.
.
كنتُ ضوءًا
يتسلّلُ من عتمةِ عينيك،
قطرةَ ندى
تُعانقُ صبحَك…
كنتُ أنا.
.
.
.
.
(3)
.
اليوم،
وأنا أُحدّقُ في صورك،
الذكرياتُ لعنةٌ
تتهشّم كألواح سفينة
كأشرعةٍ تصفعُها الريح.
.
.
العينانِ ذاتُهما،
عُشٌّ على سارية عالية
يُخفي فصولًا خامدة
الابتسامةُ:
شقٌّ في خَشَبِ الغياب.
.
.
.
.
(4)
.
صوتك المبحوحُ،
حين يتسرّبُ بأغاني قديمة،
يُسقطُ النساءَ
كأوراقِ خريفٍ
عاجزةٍ عن ولادةِ الربيع.
.
.
كنتُ
أنثاك،
نسمةً تُزهرُ نجمةً،
سماءً تتلوّن
مع كلِّ نبضة.
.
..
.
(5)
.
لكن بين الصور،
والأغاني التي تخون،
فراغٌ خفي:
أين أنا؟
في أيِّ طيّةٍ من ثوبِ الحنين؟
.
.
غفوتُ.. حين علّقتُ في عنقي الطائر..
متعبة، كألوان باهتةٍ، خارج إطارٍ،
خائرةٌ، كمن رماه الموج بأطراف الشاطئ
غفوتُ كمن لم يكن له، يومًا، ذنوب..
وحظ تعيس..!
راضية بصيلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق