قصة قصيرة
عندما تصبح بقال و تحاول تكون خيال
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
بعد وفاة زوجتي هاجمتني الأحزان و لأول مرة منذ سنوات طويلة أشعر بالوحده و الخوف من الموت في بيتي لا يشعر بي أحد و داهمتني ذكريات الماضي و الأوقات السعيدة التي عشتها مع الزوجه و الأولاد الذين استقل كل منهم بحياته و سافر الواحد تلو الآخر إلي بلد مختلفه مع اسرته بحثا عن لقمه العيش و تحسين الدخل ،الايام متشابهه و ممله تدفعني إلي حاله من الاكتئاب و التوحد
و مع محاولاتي الفاشله للبحث عن زوجه جديده تعتني بي و تونس وحدتي بدأت في التنازل عن كل شروط زوجه المستقبل حتي وصل بي الأمر بعد فروغي من صلاه الجمعه الوقوف خارج المسجد لاختيار متسوله من المتسولات التي تحيط بالمسجد بحثا عن جنيهات قليله يديها المصلين في يدها
و مع التدقيق اخترت سيده مناسبه في العمر في العقد الرابع من عمرها حسنه الزوجه ممشوقه القوام
و بالفعل بعد أن انصرف المصلين اخرجت ورقه بخمسين جنيها ودسستها في يدها وهي غير مصدقه نفسها و تتمت لي بالدعاء و لما طلبت منها أن تمنحني الفرصه للحديث معها لم تمانع و بدت في غايه الرقه و اللطف
قصصت عليها ظروفي في عجاله و هي تمصص شفتيها شفقه علي حالي و في النهايه عرضت عليها الزواج
هنا تغير لون وجهها و تعجبت من طلبي و زادت حده الصوت الذي انقلب من النعومه إلي الخشونه في ثواني معدوده معربه رفضها للطلب و لما سألتها عن السبب ردت بكل ثقه أن عملها من التسول هو الباقي لها و أن دخلها من التسول يكفيها و زياده ولا حاجه لها برجل يتحكم فيها و تخدمه مقابل الاكل و الشرب
تعجبت من ردها فلم تهتم بمركزي السابق في الحكومه و لا مكان سكني و لا حتي الزواج و ما به من استقرار
و لكن تفسيرها للرفض جعلني مقتنع به خاصه أنها تصرف علي اولادها العاطلين الرافضين لزواج امهم بعد فاه أبيهم كنا أن دخل التسول مربح بدرجه لن أكن اتصورها
انصرف من أمامها و أن أضرب أخماس في اسداس
فهي محقه في كل ما تقول فهي لديها الاسره و ادخل و لمهنه فما حاجتها إلي إذا
و لكنها اعطتني حلا لمعانتي و هو العمل
مع بدايه الاسبوع قررت أن استغل الدور الارضي في بيتي لعمل سوبر ماركت و بانتهاء الاسبوع افتتحت المشروع
ورغم بساطته إلا أن الزبائن في المنطقه توافدوا عليه بطريقه لن أكن أتوقعها و أصبح لدي صداقات مع كثير من رواد المحل ذو مناصب و نفوذ
حتي أتت زبونه غايه في الجمال و لاتبدو عليها ملامح السن ومن خلال تجاربي معها أطراف الحديث علمت أنها ارمله وحيده لزوج شغل منصب هام في الدوله و لم تنجب اولاد و تعيش بمفردها في شقتها الفاخره في الشارع الذي اقطنه . ومع الوقت صارت صداقه قويه بيننا حتي أتي اليوم الذي قررت مصارحتها بتعلقي بها و رغبتي في الزواج منها
لم تمانع في الارتباط بشرط أن تعمل معي في السوبر ماركت
و بعد الزواج اجلس في السوبر ماركت و هي بجواري ننتظر الزبائن و أتعجب رغم كوني مدير عام سابق و هي ارمله رجل ذو منصب نجلس لنبيع الجبن و الألبان للزبائن
و عندما يطول صمتي و انا انظر إليها تقطع صمتي بقولها
ولا كل من ركب الفرس خيال
و أرد عليها ضاحكا و لا كل من باع الجبنه بقي بقال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق