الخميس، 2 يناير 2025

مرتســـمات القدر بقلم الأديب سعيد الشابي

 مرتســـمات القدر

على لـوحه المحـفوظ
كتب الله لك يا نفــس
أن تكـــــوني
كـــما أرادك....لا
كـما أريدك أن تكوني
أنا ما كنت أعرف شيئا
وجدت مسارا ، عليه وضعت
فمشـــــيت ، ولا أدري
ان كانت الأرض تـــدور
أو ، لا تــــــــدور
بكيـت ، حين رأيت الشمس
عنــد الشــــــروق
وبكيت ، حين رأيتها
عند الغــــــــروب
سمعــــت الرعـد يسبح
خفـــــــت تسبيحه
ورأيت البرق يومض
أغشى ناظري ، وكاد يرديني
أويــــت الى البحر
علّ البحـــــر يؤنسني
وجــــــدته مضطربا
تراجعت ، كاد البحر يغرقني
فررت الى الصحراء مستجيرا بها
قــــالت الصحــراء : عد
أنت ، لا تعرف سخطي ، وجنوني
رجعت الى قبر منــــــسي
عليه اتكأت ، علّ النوم يأتيني
سمعت من تحت القبر صـــوتا
يقول لي : ما لك متجـــهم
والكـــل مكـتوب على الجبين
أسرعــت الى المرآة
علـــني أقرأ شيــــــئا
ما رأيت غيـــر تجاعيد
تحـــكي ، حزني وحيرتي
بهـــــذا الوجــــــود
و أ نـا ، ما تعلــــــمت
قـراءة الأكف ، ولا الجبيـــن
رجعت الى القبر ، واتكأت من جديد
سمعت قهقهة ، وصوتا يقول
جئنا جميعنا ،
ومـــطامحنا لم تنته
ولا أحد ، أتم تحقيق المقاصد
ما الــــذي اعتــــراك؟
ما الذي تريد فهمه يا صغيري
أنت نقطة تحركت
على صفحــة هذا الوجود
تركت أحــــرفا ، تركت كلمات
تركت أشكالا ، هي مرتسمات
لما كتب الله على لوحه المحفوظ
ألا انهض وسر ، أيها القلم المكدود
حبرك لم ينته ،
طــــالما الدم نـــــازف
والشريان ، فيك نـــابض
يمـــلأه الشعـــــــعور
فاترك القلم للعواصف تلهو به
ولا تحفـــــــــل
بما يرسم من ضــروب الجنون
اذا كانت الحياة فنونا ،
والفـــنون جنــــــونا
واترك المــشاعر تحت الجليد
فكم من مــــــشاعر
يطيب لها العيش تحت الصقيع
سعيد الشابي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق