مرتســـمات القدر
على لـوحه المحـفوظ
كتب الله لك يا نفــس
أن تكـــــوني
كـما أريدك أن تكوني
أنا ما كنت أعرف شيئا
وجدت مسارا ، عليه وضعت
فمشـــــيت ، ولا أدري
ان كانت الأرض تـــدور
أو ، لا تــــــــدور
بكيـت ، حين رأيت الشمس
عنــد الشــــــروق
وبكيت ، حين رأيتها
عند الغــــــــروب
سمعــــت الرعـد يسبح
خفـــــــت تسبيحه
ورأيت البرق يومض
أغشى ناظري ، وكاد يرديني
أويــــت الى البحر
علّ البحـــــر يؤنسني
وجــــــدته مضطربا
تراجعت ، كاد البحر يغرقني
فررت الى الصحراء مستجيرا بها
قــــالت الصحــراء : عد
أنت ، لا تعرف سخطي ، وجنوني
رجعت الى قبر منــــــسي
عليه اتكأت ، علّ النوم يأتيني
سمعت من تحت القبر صـــوتا
يقول لي : ما لك متجـــهم
والكـــل مكـتوب على الجبين
أسرعــت الى المرآة
علـــني أقرأ شيــــــئا
ما رأيت غيـــر تجاعيد
تحـــكي ، حزني وحيرتي
بهـــــذا الوجــــــود
و أ نـا ، ما تعلــــــمت
قـراءة الأكف ، ولا الجبيـــن
رجعت الى القبر ، واتكأت من جديد
سمعت قهقهة ، وصوتا يقول
جئنا جميعنا ،
ومـــطامحنا لم تنته
ولا أحد ، أتم تحقيق المقاصد
ما الــــذي اعتــــراك؟
ما الذي تريد فهمه يا صغيري
أنت نقطة تحركت
على صفحــة هذا الوجود
تركت أحــــرفا ، تركت كلمات
تركت أشكالا ، هي مرتسمات
لما كتب الله على لوحه المحفوظ
ألا انهض وسر ، أيها القلم المكدود
حبرك لم ينته ،
طــــالما الدم نـــــازف
والشريان ، فيك نـــابض
يمـــلأه الشعـــــــعور
فاترك القلم للعواصف تلهو به
ولا تحفـــــــــل
بما يرسم من ضــروب الجنون
اذا كانت الحياة فنونا ،
والفـــنون جنــــــونا
واترك المــشاعر تحت الجليد
فكم من مــــــشاعر
يطيب لها العيش تحت الصقيع
سعيد الشابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق