**أحاسيس شتوية**
انتصف ليلُنا وما زالت عيناها ساهرتين
في الخارج برد قارس
وريح شديدة تهزّ أركاني المتناثرة
زجاج نافذتي، لامسَته زخات مطرٍ ناعمة
كأنها تداعب وجنتيْ حبيبتي الحزينتين
سألتها وقد أضحى قلبي جمرة مشتعلة
ما خطب المليحة في الأفق شاردة؟
سؤال تغلغل في شغاف روحها الحائرة
رمقتني بنظرة اكتنزتها أسرار دفينة
قالت ودموع عينيها تسيل كأنهارٍ جارية
أما رأيت عقارب الزمن أضحت ساكنة؟
نهضَت كمن ملسوعةٍ وقد أثقلتني أفكار ذاهلة
فأجبتها وقد تلعثمتُ بكلماتٍ مرتبكةٍ
حزن وشوق يا حبيبة روحي
يستبيح أم أنتِ في الخطب واقعة
مآقيها تاهت في ذهول وحيرة
ولسان حالها يقول ما بقلبي وبين
ضلوعي أنا عالمة
إلهي رغبة طفلة تلهو عابثة!!
أم هي سحابة صيف لا مطر فيها عابرة
نظرتُ لها في رقةٍ ودمع عيناي لقولي سابقة
لا تبكِ يا زهرتي فأنتِ في الوريد ساكنة
إنما خلقنا بأقدار لا محالة واقعة
إننا نحاول حبًّا شفيفًا صادقًا
أو نموت دون مشاعر كاذبة
واستغرقتْ في غفوتها حالمة
وظللت أرقبها بحذر وهي تهذي
بسارق قلبها مناجية
أيقنتُ أن حبّا مسّ أحاسيسها الطاهرة
سامحها قلبي وفيه غصة خانقة
إلهي، قد اضطرب عقلي
وارتعشت كل أطرافي لهول الكارثة
عند الصباح ومع شمس البزوغ الطامحة
لملمتُ ما بقيَ من بعضي وبعض
أجزائي المنكسرة المتناثرة
وفي حقيبتي القديمة حملتُ
بقايا أحزاني المؤلمة
وسرتُ في طريقٍ مقفرةٍ موحشةٍ
في رحلة مدّ وجزرٍ وآلام دفينة.
عائشة_ساكري_من_تونس🇹🇳
22 مارس 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق