و ينبض رسمك يا وطني
هناك، على التلّ يرتقب الغيم طيف الربيع
و ترتشف الظلمات بقايا الصقيع
فتسْكنني همسات الأنين
و تُربكني صرخات الحنين
فأغسل وجه الربيع بدمعي
عساه يُكحّل بالضوء جفني
و علّه بالطّلّ يوقظ حلمي
*******
هناك، على التلّ يرتقب الغيم طيف الربيع
و ترتشف الظلمات بقايا الصقيع
فتوجعني عتمات الديار
وتخدشني وخزات الهزيع
و يهطل دمع الرمال و ينتثر
و يُومض بوْح البنفسج في المهج
و يملؤني نوْح فوْضايَ أزمنةً
أسافر بين تعاريجها و اللظى
و أسأل لُجَّ الليالي عن الفلق
و أهفو إلى خَبَب الخيل في الغسق
*******
هناك ، على التلّ يرتقب الغيم طيف الربيع
و ترتشف الظلمات بقايا الصقيع
و يمتلئ القاع ألجـمةً
و تعرج في ردهاته أطياف طير يفتّتها الصدأ
و في شرفة القاع ينتضد الغيم و الكُتل
فيغفو الصباح و يحتبس
و بين جناحيه يختبئ الأفق
و يلتهم الليل أرصفة القاع في جشع
و يعلو هديل الحِداء و يرتفع ...
*******
هناك ، على التلّ يرتقب الغيم طيف الربيع
و ترتشف الظلمات بقايا الصقيع
و تكتظّ أروقة القاع بالسفن
و فيها يضيق الخليج بفيض النّشيج و قيظ الكرى
و فيها تغيض البحار و تغشى الرؤى
فترسم أجنحة الحلم مَسرايَ أخيِلة
و ينسج ريش الخيال لفوضايَ أشرعة
و بين جفوني تَمورُ ضفاف المدى
كأعطاف نخل تفتّش في الليل عن وَهَجِ الشنفرى...
و ينبض رسمك يا وطني
مواقيت للسكن...
بقلمي هادية السالمي الدجبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق