السبت، 4 يناير 2025

و ينبض رسمك يا وطني بقلم هادية السالمي الدجبي

 و ينبض رسمك يا وطني


هناك، على التلّ يرتقب الغيم طيف الربيع

و ترتشف  الظلمات بقايا الصقيع 

فتسْكنني همسات الأنين

و تُربكني صرخات الحنين 

فأغسل وجه الربيع بدمعي 

عساه يُكحّل بالضوء جفني 

و علّه بالطّلّ يوقظ حلمي 

*******

هناك، على التلّ يرتقب الغيم طيف الربيع 

و ترتشف الظلمات بقايا الصقيع 

فتوجعني عتمات الديار 

وتخدشني وخزات الهزيع 

و يهطل دمع الرمال و ينتثر 

و يُومض بوْح البنفسج في المهج 

و يملؤني نوْح فوْضايَ أزمنةً 

أسافر بين تعاريجها و اللظى

و أسأل لُجَّ الليالي عن الفلق 

و أهفو إلى خَبَب الخيل في الغسق 

*******

هناك ، على التلّ يرتقب الغيم طيف الربيع 

و ترتشف الظلمات بقايا الصقيع 

و يمتلئ القاع ألجـمةً 

و تعرج في ردهاته أطياف طير يفتّتها الصدأ 

و في شرفة القاع ينتضد الغيم و الكُتل 

فيغفو الصباح و يحتبس

و بين جناحيه يختبئ الأفق 

و يلتهم الليل أرصفة القاع في جشع 

و يعلو هديل الحِداء و يرتفع ... 

*******

هناك ،  على التلّ يرتقب الغيم طيف الربيع 

و ترتشف الظلمات بقايا الصقيع 

و تكتظّ أروقة القاع بالسفن 

و فيها يضيق الخليج بفيض النّشيج و قيظ الكرى 

و فيها تغيض البحار و تغشى الرؤى 

فترسم أجنحة الحلم مَسرايَ أخيِلة 

و ينسج ريش الخيال لفوضايَ أشرعة 

و بين جفوني تَمورُ ضفاف المدى 

كأعطاف نخل تفتّش في الليل عن وَهَجِ الشنفرى... 

و ينبض رسمك يا وطني 

مواقيت للسكن... 


بقلمي هادية السالمي الدجبي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق