هنيئا للطبيعة بكَ يا شتاءُ.
الشتاء يبكي ، يعصفُ ألمًا، الكلُّ في الدّاخلِ يتدفّأُ حنانًا، والشتاءُ في الخارجِ يتلوّى من شدّةِ البردِ ، ومن لوعةِ الوحدة.
الشّتاءُ لياليهِ كئيبةٌ، نحن في الدّاخلِ نستمتعُ بقصص الجدّةِ، نشوي الكستناءَ، الكستناءُ تتراقصُ والجدرانُ تطربُ لفرقعاتِها، أمّا الشّتاءُ فوحدَهُ في الخارجِ ينازعُ، يصارعُ، الرّعدُ صراخُهُ، والعواصفُ أنينهُ.
الشّتاءُ تصطكُّ أغصانُ أشجارِهِ، تتلبّدُ سماؤهُ، يتشوّهُ وجهُهُ ببقعٍ من وحلٍ.
من يصنعُ للشّتاءِ مِنْ نوْلِ الحكاياتِ دثارًا يتّسعُ لحسدِهِ الباردِ؟
من يصنعُ للمتشرّدينَ في الأرضِ أحلامّا دافئةً تقضي على كوابيسِ تشرّدِهم؟
الشّتاءُ ترنيمةُ صلاةّ تغنّيها جوقةُ الثّكالى وهنّ يندبن أبناءهُنّ، تلك الأمطارُ يا صاحبي دموعُهنّ المالحةُ، فلا تستغرِبْ إن نبتت في كلّ فجاجٍ أقحوانة حمراء، إنها نزيف دماء عيونهنّ حينما لامست مطر الشتاء والدمع والدماء تكونت الأقاحي.
الشّتاءُ يا صاحبي قطعة فسيفسائية نادرة إن نقص منها حجر ذبلت الطبيعة، فهنيئا للطبيعةِ بكَ يا شتاءُ.
سامية خليفة / لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق