الخميس، 16 يناير 2025

سَارِقُو المَاءِ.... بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 سَارِقُو المَاءِ....

(من أَكثر القصائد أثَرًا في نفسي أثناء إعارة في بلد عربي: قطعوا عنّا الماء فاضطررنا لسرقته)

سَـرَيْـنَا بِلَـيْـلٍ شَـدِيـدِ الـدُّجَـى

وَمِنْ حِذْرِنَا قَدْ لَبِسْنَا الـظُّـلَـمْ

ومِـنَّـا، ثَـلَاثَـتُـنَا، مَـنْ يُــشَــكُّ

بِــسِــلٍّ، فَــيَـكْـتُــمُ شَـرَّ الأَلَــــمْ

ومِـنَّـا ، لَـمَــنْ يَـتَـعَـــثَّـرُ حَـتَّـى

تَـزِلَّ بِـهِ فِي الـصُّـخُورِ الـقَــــدَمْ

فَـيَـصْـبِـرُ مُـحْـتَـمِــلًا مِــنْ أَذَاهُ

تَــــمَــزُّقَ جِــــلْــدٍ وبَــــعْـــقَــــةَ دَمْ

نُـصِيـخُ بِسَمْعٍ لَــدَى كُلِّ وَهْـمٍ

ونَــكْـشِـفُ كُـلَّ خَـيَــــالِ أَلَــمّْ

وَمَــا كَـانَ شَــــيْـــئًـا، ولَـكِــنَّـهُ

مِنَ الخَوْفِ قَدْ يَتَرَاءَى العَدَمْ

وَصَـلْـنَا... وأَنْـفَـاسُنَـا قَـدْ عَلَتْ

كَـمِـثْلِ فَحِيـحِ "البُوَاءِ" الـمُلِـمّْ

وتَـقْـرَعُ مِـنَّا القُـلُـوبُ الـصُّـدُورَ

وَنَحْنُ"الضُّـيُوفُ"ونَحْنُ "الأَهَــمّْ ".

وبَـعْــدَ أَنِ انْـزَاحَ عَــنَّــا الـعَــنَـاءُ

وَشَـجَّـعَـنَا فِي الـخَـلَا صَـمْتُـهُـمْ

مَـلَأْنَـا الـدَّمَــاجِـنَ مَـاءً زُلَالًا

وَلَـــمْ يَــرَنَـــا أَحَــدٌ مِـــنْ تَـــلَـــمْ.

سَرَقْنَا، وَنَـحْنُ ضُيُوفُ البِلَادِ

مِنَ المَاءِ مَا مَـنَـعُـوا: أَيْ نَـعَـمْ.

خَـلِيلَيَّ، قُولَا: أَيُـسْكَـنُ وَادٍ

وَلَـيْـسَ بِـهِ غَـيْـرُ حَـرٍّ وهَــمّْ؟

حمدان حمّودة الوصيّف...  (تونس)

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق