لمّا التقينَا ..
ذهبَ الزّمان ببهجة الأيّام
وأتوه في بحر الحياة الطّامي
كم تهت فيه باحثًا عن مرفإٍ
فوق العباب الزّاخرِ المترامي
وشواطئ الأحباب تهتُ وراءها
فتباعدتْ مثل السّرابِ أمامي
حزنٌ يمور بخاطري ويروعني
وعلى الصّخور تحطّمت أحلامي
أتذكّرُ الماضي الجميل وسحرهُ
والحبّ يعزف أعذب الأنغامِ
لمّا التقينَا .. والحياةُ تبسّمَتْ..
في رحلةِ الأيّامِ والأعوامِ
ملكٌ أغرّ ومنْ وقارٍ تاجهُ
يتأمّلُ الدّنيَا بطرفٍ سامِ
أهفو إليهِ بكلّ ما في مهجَتي
مَنْ لهفةٍ .. من حيرةٍ وغرامِ
يا أيّها الوجدُ المسافرُ في دمي
أضرمت قلبي أيّما إضرامِ
وتلألأتْ دنيايَ من أنوارهِ
ونسيتُ ما قَدْ عشتُ من أوهامِ
ذاك الغرام بخاطري .. أخفيتهُ
حتّى بدا في نظرتي .. وكلامي
يسقي كؤوسًا من خمورِ دنَانِهِ
يُهْدِي الصّبا .. يمحو أسى الأيْام ..
هي قصّة بدأت كحلمٍ ساحرٍ
كان الضّيا في وحدتي وظلامي
واليوم أصحو والهمومُ قوافلٌ
أرنو إلى الدّنيا بقلبٍ دامِ
إنّي المكبّل في سلاسل حبّهِ
أشقى بما ألقى من الأسقامِ
هذا الفؤاد عن الهوى لا يرعوي
يشتاق للآلامِ .. للأحلامِ
نارٌ من الأشواق تتلفُ مهجتي
مهما تجنّتْ لن تبيد هُيامي
ذاكَ الهوى من سرمدٍ لنٌ ينتهي
أذنتْ له أقدارُنَا بدوامِ
حتّى وإنْ كانَ الفراقُ نصيبنا
سيكونُ هذا البعدُ للأجسامِ
وستلتقي أرواحنَا بعد الرّدى
أطياف نورٍ في الفضاء السّامي
كيف السّحاب بِظُلمةٍ يجتاحني
والوحي نورٌ كم يضيء ظلامي
روض البيان به ألوذ وأحتمي
نظم الحروف ِوجدتُ فيه سلامي
ذهب الكرى وأقمت أنثر أحرفًا
معها سكبتُ البعض من آلامي
سحر الهوى منه ملأت محابري
عذب القوافي سطّرتْ أقلامي
بقلمي / رفا الأشعل
على إيقاع الكامل
تونس(25/01/2025)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق