الجمعة، 24 يناير 2025

- أحمَق في بيتِ العَزاء - شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل – فلسطين

 - أحمَق في بيتِ العَزاء -

شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل – فلسطين -

(من الشعر السَّاخر– هذه القصيدة واقعيَّة نظمتُها في أحدِ الحمقى المهابيل، وتنطبقُ على العديد من الحمقى الإمعات والكراكوزات وغريبي الأطوار في مجتمعنا ).

أحمقٌ   جاءَ  يُعزِّي فضَرَط ْ   هوَ   وغدٌ   لا  يُبالي بالغلط ْ

خالهُ  المأفونُ كمْ   قد  فاقَهُ  بجنونٍ وعلى  نفسِ النَّمَط ْ

عمُّهُ القزمانُ  قد جسَّدَهُ  قزمٌ نذلٌ  لئيمٌ   كالرُّقَط

وَضُراط   من قفاهُ   صاخبٌ  كم بُرَاز من قفاهُ قد هَبَط

إنَّهُ الأهبلُ  يبقى   للمدَى وَعليهِ كلُّ أمر ٍ اخْتَلط

وَبخيلٌ وَقمِيىءٌ أرْعَنٌ بسلوكٍ واتّزانٍ ما انْضَبَط

حبلهُ في الكذبِ يبقى دائمًا طولَ عمرٍ وزمان  مُنبَسَط

نرفعُ الرأسِ  بهِ يا وَيْحَهُ لمثالٌ بجنونٍ   وَشَطَط

إستُهُ المعطاءُ أضحَتْ مثلا في ضراطٍ وفساءٍ مُرتبَط

إستُهُ الرَّخوةُ لا يردعُهَا تخرُجُ الأقذارُ منها والجَلط

إستُهُ   جبهة حربٍ قد غدَتْ من  برازٍ وضراطٍ انْضَغط

وَضراط من طراز رائع قُوَّةُ الألفِ حصانٍ مُنتَشَط

ضرطة  أطلقهَا   في   مَحفلٍ    رفعَ الرّجلَ قليلا ولبَط

ضرطة   أطلقهَا   داوية  كادتِ الحيطانُ تهوي في الوسَط

كركوزًا سوفَ يبقى للدُّنى فليُلمَّعْ بحروفٍ وَنُقطْ

(أهبلٌ) هذا ( أبو الكرشِ)، غدا مثلا .. من كلِّ خِزيٍ التقط

ذلكَ المأفونُ أنِّى يرعوِي بطباع قد   وَرِثهَا   تُختَلط

إنَّهُ كيسُ حليبٍ إنتهَى عَهدُهُ .. قد ثقبوهُ ففرَط

هُوَ كالإيدسِ في مُجتمع رأسُهُ عن جسمِهِ يحتاجُ قط

هوَ في الأعراسِ كلبٌ جائعٌ كم صُحونٍ من أرُزٍّ قد شَفَط

هُوَ بالحلوى شغوفُ نهِمٌ  ولقد صالَ على كلِّ سَفط

لمْ يُبارِكْ لعريسٍ أبدًا وَنراهُ ينزوي مثلَ القططْ

بعدَ أكلٍ وضراطْ صاخبٍ  يتراخى وَيُرَى في النومِ غَط

إنَّهُ المَعتُوهُ نذلٌ جاحِدٌ وَمعِ الأقذارِ والخِزيِ انْخَرط

إنّهُ اللوطيُّ   يبقى  أبدًا  لا يُجارَى  بشذوذٍ ولوَط

ذلكَ الأهبلُ يبقى مَرِحًا لا يرى الحُزنَ ويبقى مُغتَبَط

يُضحِكُ الثكلى وَيبدُو حُمقُهُ وَعلى كلِّ مَحَطّاتٍ وَخَط

وَنراهُ ماشيًا في ثقلٍ كرشُهُ مترٌ إذا ما سارَ رَط

ما رأينا مثلهُ في حُمقٍ مثلهُ لم نرَ في البلدانِ   قط

هُوَ نذلٌ وجبانٌ خانعٌ وَيخافُ القط َّ إذا ما القط نَط

وإذا ما قفزَ الهرُّ بدَا مثلَ صُوصٍ ذاهِلٍ أو فرخِ بَط

وَيكادُ النذلُ   يقضي فزَعًا وَلسانٌ وَبحلقِ إرتبَط

مثلُ مَنْ في إستِهِ الخازوقُ بلْ وَكأنَّ سيفًا  وبعضم  اختَرَط

بمريضِ العقلِ لا يُجدي الدَّوَا وَيُداوَى جسمُ مَنْ كانَ انْجَلط

وَدواليبٌ لهُ قدْ ثُقِبَتْ كلُّ شيىءٍ مُذ سنينٍ قد فرَط

مُقرفٌ   شكلا   قبيحٌ  منظرًا وَبرأس وفي الذقنِ الشَمَط

قزمٌ في كلِّ أمرٍ أرعَنٌ حُمقُهُ   بعدَ خفاءٍ قد نبَط

إنَّهُ الرِّعْديدُ لا الصِّنديدُ في  كلِّ خطبٍ مثلَ فأر قد وَبَط

يُشهرُ الفارسُ سيفًا في الوَغى وَهْوَ سيفًا من ضراطٍ اخْترَط

إنَّهُ يختَط ُّ دربًا أعوَجًا وَلكلِّ أمرٍ شائن حاكَ الخطط

كلُّ مجنونٍ لهُ وَصْفَتُهُ ولهذا المَسْخ جلدٌ بالسِّيَط

ولهُ الجَلدُ علاجٌ وَيُرَى جلدُهَ النّتنُ عنِ الجسمِ   قَشَط

قزَمٌ نذلٌ لئيمٌ حاقدٌ وَلِخيرٍ ليسَ فيهِ ما يُمَط

هُوَ الصفرُ لكلِّ أمر ٍ خيِّرٍ في مخازيهِ لهُ   كلُّ السُّلط

مُمْحٍلٌ من كلِّ خيرٍ وَهُدًى وَيُرى من كلِّ شيىءٍ قد قحَط

إنّهُ في البخلِ أضحَى علمًا ليسَ يلقى، في الورى، إلا السَّخَط

هُوَ فأرٌ جاءَ من مُستنقع بل ذبابٌ وعلى الأرضِ سَقط

وَمِن الرِّجسِ إلى الرِّجسِ يعو دُ ..عنِ الأقذارِ دومًا ما شَحَط

كم هِجاءٍ لِوَضيعٍ قبله  مثله في كلِّ خزي وَأحط

وَعلى الرَّملِ قصيدًا قلتُهُ يُطربُ السُّمَّارَ ليلا قربَ شط

وَبشعري إنّني خلّدتُهُ يُضحِكُ المكلومَ من بعدِ القنط

وَخميرًا وفطرًا سوفَ أخْ   رِجُهُ منهُ ويزيدُ الوَجهَ لط

شغلوهُ قهوجيًّا   يا لهُ       يُكثرُ الهذيانَ دومًا واللغَطْ

إنّهُ  المعتوهُ  عنوانُ الشَّطط ْ وَيْحَهُ جاءَ يُعزِّي  فضَرَط ْ

إنّهُ المعتوهُ مِنِّي سَيرَى ال    رُّعبَ والهَولَ وَيُلقى في الغَطط

شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل -



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق