الثلاثاء، 14 يناير 2025

إشراقة شمس = 9 = بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة - حلب. سوريا.

 إشراقة شمس 


= 9 =


بعد أربعة أشهر من اعتقال إخوتي/بدر و رضوان/ في فرع أمن الدولة على خلفية اشتراكهم في مظاهرة جامع الروضة، تم الإفراج عنهم و ذلك على سبيل التودد للشيخ طاهر إمام الجامع و كمحاولة يائسة من الفرع لتطييب خاطر الشيخ و استمالته إلى جانبهم في أمر الأحداث الجارية - لكن الشيخ طاهر رحمه الله كان رجلا صلبا ثابتا على الحق، لا يداهن ولا يراهن في مسائل إحقاق الحق ]


لم تستمر فرحة أهلي بالإفراج عن إخوتي طويلا، ف أخي/بدر/ تم تزويده بكتاب من قبل فرع الأمن يقضي بضرورة التحاقه مباشرة بوحدته العسكرية كي لا تعمم بحقه بطاقة بحث، و هذا ما جعله يلتحق بوحدته بعد يوم واحد من الإفراج عنه


و أما أخي رضوان، فبعد أقل من شهر من تاريخ الإفراج عنه، وضع أمه أمام خيارين أحلاهما مر !! و ذلك حين أخبرها بأن صديقه تم اعتقاله و أن من المحتمل جدا أن يتم اعتقاله هو أيضا، لذا يتحتم عليه من قبيل الحذر عدم المبيت في البيت [ رضوان لم يخبر أمه عن ألوان العذاب التي ذاقها خلال فترة اعتقاله غير أنه أسر لي بذلك] 


و بالفعل غادر أخي رضوان منزل الأهل و وعدهم أن يتردد عليهم بين الحين و الحين

فيما كنت أنا لا أزال اخدم في الجيش كما هو حال أخي بدر أي أننا كنا بطبيعة الحال بعيدين عن منزل الأهل


و ذات يوم نزلت إلى حلب إجازة، و تفاجأت عند وصولي بأن حال أمي لا يسر على الإطلاق من بين هم و غم و حزن بسبب انقطاع أخبار أخي رضوان و أن مدة غيابه عن الأهل طالت كثيرا و أنه لم يعد يتردد عليهم منذ فترة طويلة


شعرت على إثر ذلك بضيق شديد و خوف و قد داهمتني هواجس كثيرة مرعبة


و في اليوم الثاني من إجازتي تلك قررت أصلي الظهر في الجامع عساي ألتقي أحدا من الشباب أسأله عن أخبار أخي، و حين دخلت المسجد على توجس مني و حذر، كم راعني أن أجد المسجد خاويا على عروشه، إذ لم تعد كوكبة الشباب تتردد عليه فمن معتقل، إلى خائف، إلى مطلوب لدى أجهزة الأمن، إلى هارب خارج القطر، إلى ممنوع من قبل الأهل أن يذهب إلى الصلاة، يا إلهي أنا لا أحتمل أن أرى المسجد كئيبا هكذا 


أتممت صلاتي و غادرت المسجد و أنا في أسوأ حالاتي النفسية، و غاية ما هنالك أنني قبل مغادرة المسجد التقت عيني بعين الشيخ أحمد خادم الجامع و لم نشأ نسلم على بعض و ذلك من قبيل الحذر


و ما إن وصلت البيت حتى قرع الجرس من خلفي مباشرة فتحت الباب فإذا طفل في العاشرة من عمره تقريبا ألقى علي السلام وقال لي يقول لك الشيخ أحمد خادم الجامع أن لك باقة من ورد يمكنك أن تأخذها عند الباب الخلفي للجامع 


شكرت الطفل على رسالته و قلت له يسلم على الشيخ أحمد و يقول له سآتي حالا 


و بالفعل وصلت إلى المكان و ياااااااا روعة المفاجئة إنه أخي رضوان أقسم بالله إنه رضوان نعم نعم إنه رضوان 


لا مجال للعناق ولا للسلام ولا للمكوث لحظة واحدة في المكان، ف طائرة الهليكوبتر تحوم غير بعيدة عنا و علينا الرحيل من هاهنا بأقصى سرعة، خاصة و أن رضوان يخبئ تحت سترته بندقية


و للحديث تتمة بعون الله تعالى .. دمتم بخير 

- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب. سوريا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق