السبت، 4 يناير 2025

إشراقة شمس = 6 = للكاتب يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا

 إشراقة شمس 


= 6 =


في الطريق إلى البيت، كان رأسي مثقلا بهموم، تهدر فيه شلالات من عواطف و أحاسيس و انفعالات متناقضة متباينة


فإخوتي تم اعتقالهم بسبب تظاهرة قامت تطالب بإخلاء سبيل إمام الجامع الذي اعتقله فرع أمن الدولة!!


لست أدري بأية طريقة سأخبر أمي عن اعتقال إخوتي ولا أكون سببا في انهيارها


نعم، أمي هي من النوع القوي عند الشدائد، لكن الأمر هاهنا مختلف، إذ ما من أم تتماسك إزاء شوكة يشاكها ولدها فكيف تتماسك حين تعلم بتوقيف ولديها لدى أجهزة أمنية خلت قلوبها من رحمة !  


دخلت البيت متصنعا الهدوء، غير أن هدوئي هذا لا تخفى حقيقته على أمي التي تنظر إلى الأمور بقلب أم مرهفة الإحساس، سألتني و هي ترتجف: ما وراؤك ؟ ما هي أخبار إخوتك ؟


عانيت كثيرا و أنا أحاول كتمان نقطة ضعف داهمتني و كادت تسيطر علي، قلت لأمي لقد رآهم أحد شباب المسجد يصعدون "الباص" و ليس فيهم جراح، قالت جراح ماذا ؟! قلت هناك بعض الشباب أصيبوا بجراح في المظاهرة 


دارت عيناها في محاجرها و ثمة دموع طفحت فجأة على محياها و انقلب لونها إلى الأصفر و قالت: أي باص هذا الذي صعدوا فيه؟! قلت يبدو أنه سوف يتم استجوابهم حول سبب خروجهم في المظاهرة و من ثم يتم إخلاء سبيلهم، قالت و هذه الباصات إلى أين تذهب بهم ؟!  قلت لست أدري و لكن كما قلت لك لعلها مسألة استجواب ليس إلا 


على حذر و مضض سكتت أمي و كأن شيئا ما في داخلها يجعلها تبكي بمرارة لولا أنها لا تحب أن يظهر ذلك عليها


و للحديث بقية بعون الله تعالى 


- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق