الخميس، 18 يوليو 2024

بحر الوعود بقلم الكاتبة زينب عياري / تونس

 * بحر الوعود *.        (  خربشات مسائية )

بعد أن إشتبكت كفانا

وتعانقت أصابعنا الوعود

واحتضنا صدورنا ملؤها الصفاء 

يغمرها الوفاء 

يلتحفها  النقاء ........

وعدنا بعضنا نرتجي اللقاء ..

لكنك غادرت ولم تعد لك اي ذكرى 

رحلت وسقطت أقنعتك التي 

كنت بها تتزين وتتباهى 

توهمني انك فارس احلامي 

وانك روحي وأعز ايامي ..

إرحل أيها المتناثر من اغصان خيالي 

لم تعد اوراقي تخضر لفصولك اليابسة 

لم يعد لي ربيع ينتظر أمطارك 

ولا مزهرية تفوح بأزهارك 

ولا فناجيننا أسكب فيها 

القهوة التي كنت أشهاها ...

وعلى شفهانا كان شذاها ...

كانت لقاءاتنا على ضفاف الاماني 

نعيم من وحي الخيال 

وأرواحنا ترفرف 

أجنحة محلقة في سماء الهيام ...*****************

خطانا كانت كدقات الفؤاد 

تهز صدري الذي لا يقاوم 

تهرب بي الى فضاء لا متناه

لا استوعب هذا العشق 

اخذ فكري بكل الوعود ناداني 

وفي بحر الشجون رماني 

وفي دهاليز الظلام ألقاني 

وعودك الزائفة انهارت 

ككثبان الرمال طارت 

تحولت وغيرت الاتجاه 

أمواجك التي كانت تغريني 

تأخذني بين طيات مياهك 

تجرعني مرارة البحر الهائج

ارتشفه ملح في قاع اقداحك ......!!!

أين ذاك الكأس الذي كنتَ

تفيض فيه سكرا وغليانا

كان عسل كلامك يقطر 

مصفى على قلبي ولساني 

وكنتُ أحفن السعادة بكل الالوان 

كل الاماكن التي كنا فيها 

كانت روض من جنان 

ومفارش من حرير ووسائد 

تحتوي قصائد وأشعارا 

وعطورا ليست ككل العطور 

وقبلات كانت بكل مقاييس الغرام

حرارتها تفوق كل الارقام 

كطيور تحاكي حبها عند كل لقاء 

وليلنا القصير تركض ساعاته 

ونجومه تزداد لمعان 

يطرح القمر ألف سؤال وسؤال 

يدور ظله بنا ثم ينام  بين خدينا ....

على شرفات الفجر نستقبل 

تفتح الياسمين على كل الأشكال .....

إرحل ماعاد لي في القلب ما اتنمتاه 

خذ وعودك وانساني 

واعلم انك تركت في القلب 

حروبا وغزوات 

وفي الروح حرائق ودخان 

يصعب إخماد نيرانها ................................

 بقلمي زينب عياري / تونس 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق