(ومضة عابرة )
أليست مسؤولية -هذا الجيل العربي-في حدها الأدنى،هي وقف هذا التردي ومنع الإنهيار الكامل..؟!
إذا كان الوعي من أعمال العقل، وإذا كان العقل يغلب عليه التشاؤم أحيانا، وهو يحلّل ويستقرئ ببرود وحيادية وموضوعية، فإنّ الإرادة يغلب عليها التفاؤل دائما، لأنها تعبئة روحية ووجدانية لإستنفار طاقات البشر للعمل من أجل مستقبل أفضل.
إنّ الوعي بحقيقة تردي الأوضاع العربية القائمة وبمناخ الإحباط العام الناتج عن هذا التردي، لا يبرّر ولا ينبغي أن يقود إلى اليأس.
وهنا أقول: إنّ أجيالا عربية سابقة لم تيأس ولم تستسلم لإختراقات الهيمنة الغربية الإستعمارية، بقدر ما قامت بإستجماع إرادتها واستنفرت إرادة الجماهير حولها، وعبأت وحشدت، وتمردت وناضلت، إلى أن حقّقت الإستقلال في النصف الثاني من القرن المنصرم.
وإذا كانت مسيرة دولنا العربية المستقلة قد انتكست، وإذا كان الإستقلال الفعلي لبعضها قد أستبيح أو أفرغ من محتواه، أو إذا كانت مشكلات بعضها الآخر قد تفاقمت، أو إذا كان بعضها الثالث نفسه مهدد في وجوده وبقائه بعد أن غدا بين -مطرقة التخلف وسندان التكفيريين-! فإنّ مسؤولية -هذا الجيل العربي-في حدها الأدنى،هي وقف هذا التردي ومنع الإنهيار الكامل. ومسؤولية -هذا الجيل- في حدها الأقصى هي أن يسلّم الوطن العربي للأجيال التالية وهو مزدهر، متحد وقوي.
إنّ هذه المسؤولية في حدودها الدنيا أو المتوسطة أو القصوى، ليست مستحيلة،ولا هي فوق طاقة البشر،ولا هي أيضا خارج حدود إمكاناتنا المادية والبشرية المتاحة.
محمد المحسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق