الخميس، 18 يوليو 2024

لك الحبّ يا تونس المجد بقلم الشاعر بشير العبيدي..تونس

 لك الحبّ يا تونس المجد

 

حقّ الولاء و حقّ النهي و الأمر

لتونس الأنس ذات الحسن كالبدر

إنّي جعلت لها قلبي و قافيتي 

وقفا و ما أحد أعطاهما غيري 

إلاّ ذوو الفضل من أشراف سادتها

أحرارها الصيد من بدو و من حضر

و تونس الأمّ أهل أن نبرّ بها

و أن نقدّسها في السّرّ و الجهر 

و نبلغ الكون عنها أنّها وطن 

حرّ  أبيّ منيع البرّ و البحر

و أنّ جلّ جمال الأرض مذ دحيت 

لتونس النّصف من أجزائه العشر

و ما المحاسن في خلق و لا خلق

لدى الشّعوب بعصر كان أو مصر 

إلاّ وحظّ بلادي لم يكن أبدا 

منها قليلا و لا بالضيّق النّزر 

و هذه سيرة الأيام مذ بدأت

قد دوّنت ما جرى من أوّل الدّهر

و هذه كتب التاريخ ناطقة

بعلمها فاسألوها إنّها تدري 

و نقّبوا لتروا في الأرض ما كتبت 

أيدي الحضارات في الأشياء و الصّخر 

أنّى اتّجهت فثق و الله أن سترى

ما سوف يبقيك حقّا فاغر الثغر 

فابدأ رحيلك باسم الله منطلقا 

نحو الجنوب جنوب النّخل و التّمر 

 


و ارقب هنالك ما يأتي الغروب به

من المشاهد ذات الأسر و السّحر

و اجعل لنفسك في الواحات منتجعا

و عبّ عبّا هوا الأسحار إذ يسري

و اجلس إلى أهل هاتيك الربوع تجد 

ما ليس عندك من علم و من شعر

و هكذا فانتقل و اغنم و كن حذرا 

فالحسن قد يوقع العشّاق في الأسر

لا تنس تسجيل ذكرى ما ظفرت به

فإنّ ذلك من تزكيّة العمر

و إنّ من ههنا يسطيع كل هوى 

أن يتقن الشّدو بالأشواق كالطّير

لا حدّ للحسن و الإحسان في وطني 

لكنّها في غطاء أعين النّكر 

و لو سمحت لأقلامي لما وقفت

عن الكتابة حتّى موعد الحشر

فيما لتونس ممّا الكون يغبطها 

عليه من كلّ خير بالهنا يجري 

و من جمال به الألباب قد فتنت 

كأنّما مسّها نفث من السّحر 

يا ملتقى الحبّ و الأحباب يا وطني

دم وافر الخصب و الأفراح و الخير

و مقصدا لجميع الحالمين بأن 

يحيوا بأرضك عيش الأنس و الوفر


بشير العبيدي..تونس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق