البناء الصوتي في قصيدة (سمفونيات العشق السبع) للشاعرة پرشنگ الصالحي .
_____________________
عبدالحميد آل كلوت
2/7/2024
_____________________
الشاعرة پرشنگ الصالحي من مواليد كركوك/ حاصلة على بكلوريوس اداب فلسفة ، جامعة الموصل/ بدأت الكتابة عام 2001/ ادارية في جامعة كركوك / عضو في الكثير من المنتديات الأدبية والثقافية / نَشَرَت لها الكثير من الصحف والمجلات العربية والعراقية / تكتب الشعر والقصة والمقالة / صدرَ لها مجموعة قصصية مشتركة بعنوان (أنامل متوردة) اشترك بها كُتَّاب عرب وعراقيين صادرة عن دار الحلاج/ نصوص شعرية بعنوان (هوى ) ايضا كتاب مُشترك / فازت قصيدتها بالمرتبة الثالثة بمهرجان (القلم الحر) مصر العربية/ فازت قصتها (قائد السرب وحبيبته) من نخبة الادب الراقي لصاحبته الروائية سهى مولود/ حصلت على شهادات تقديرية نتيجة مشاركتها في المسابقات الشعرية (مهرجان لمسة فن ، كركوك) (مهرجان شاعرات كركوك) (مسابقة حادثة العبارة) (درع الابداع الذهبي ، منظمة السلام والاخاء العراقي) (شهادة تقديرية كلية التربية ، كركوك) (شهادة تقديرية كلية علوم الحاسوب وتكنلوجيا المعلومات ، كركوك).
سمفونيات العشق السبع هي العنوان الذي أمهرت الشاعرة قصيدتها به ، وقد عنون قبلها الشاعر البحريني عبدالعزيز اسماعيل ديوانه الشعري (السمفونية العاشرة) ، وبيتهوفن في سمفونيته التاسعة ؛ السمفونية هي لفظة يونانية تعني باللغة العربية (انشاد جماعي) ، وهي مؤلف موسيقي يُكتَب عادةً من أجل الاوركسترا ، ويبدو من فحوى القصيدة ارادت الشاعرة ان تكون قصيدتها سمفونية تعزفها الاوركسترا لإيصال غرضها الشعري ، تمكنت پرشنگ الصالحي من كتابة نوتتها الشعرية لتتطابق مع عنوان قصيدتها ؛
ان مواطن الصوت ومدى انسجامه مع اللفظ أمرٌ مهم أخذهُ بنظر الأعتبار الشعراء منذ القِدَم ليتخطوا أي إستقباح في اللفظ ناتجاً من تقارب صوتين اجتمعا في المخرج والصفات ، ان للصوت دور كبير في بناء الخطاب الشعري ، بُعدهُ الوظيفي هو الذي يدفع الشاعر الى أختيار الأصوات الرقيقة عند كتابة الغزل والرثاء ، وأختيار المُفخم من الصوت في مجالات اخرى كالفخر والهجاء ، ومن هنا فان الصوت له أهمية في خدمة الدلالة الشعرية ؛
في سمفونية الشاعرة هناك فرقٌ في عدد الأصوات المجهورة والمهموسة ، هذا التباين في الاصوات اظهرَ انعتاق نفسية الشاعرة التي تراوحت بين الهدوء والقلق وبين الجملة السريعة والبطيئة ، فمن خلال أحصاء الأصوات المهموسة والمجهورة تبين مايلي : الأصوات المجهورة بلغ عددها (785) صوت ،
(ل 178/ م 103/ ي 94/ ب 92/ ن 70/ ر 68/ د 58/ و 55/ ع 38/ غ 11/ ذ 6/ ض6/ ز4/ ظ2/ ) ؛
من خلال هذه الاحصائية نجد ان النصيب الاكبر هو لصوت (اللام) ، حيث تكرر 178 مرة ، وهو صوت يفيد التملك والتعليل والتوكيد ويفيد الظرفية الزمانية والمكانية اضافةً للتعجب ؛ (الفتُكَ / لا أعرفك/ لا استحكم/ لتحيي/ لتستوطن/ الصمت / الأنهيار… الخ ) ؛
يليه حرف (الميم) الذي تكرر (103) مرة وهو صوت مجهور يدلُّ على الحدة والقطع والأضطراب والضعف ؛
(العمر/ امتداد/ تستحكم / امواجك/ مملوءة/ معجزة/ مشاعري/ ماعدت/… الخ) ؛
حرف (الياء) تكرر (94) مرة ، وهو صوت منفتح يدل على الانفعال وعدم البوح بالمشاعر بصورة مباشرة كما انه يدل على الخسارة ؛
(واقفين/ حنجرتي/ الربيع/ الابدية/ يزول/… الخ) ؛
ويحتل حرف (الباء) المرتبة الرابعة بين الحروف حيث تكرر (72) مرة ، وهو صوت احتكاكي ينسجم مع الغرض الشعري الذي ودت الشاعرة التعبير عنه ،
(البليغة/ بيننا/ سمفونيتك/ المبجلة/ المبهر/ الجبال/… الخ) ؛
حرف النون جاء بالمرتبة الخامسة وتكرر(70) مرة ، وهو حرف يحمل دلالة الحزن والمعاناة والبكاء والالم ،
(لاتسألني/ أنت/ الهجينة/ أناتك/ نحو/… الخ) ؛
في المرتبة السادسة جاء حرف (الراء) حيث تكرر (68) مرة ، وهو صوت مجهور مكرر ، ادى الى تناغم الدلالة الشعرية في القصيدة ،
(ارهاصاتك/ رحلتاك/ اراجيحك/ فاخرةٌ/ رؤيتاك /… الخ) ؛
وتوالت الحروف في تكرارها (د 58 / و 55/ ع 38/ ج 27/ ذ 6/ ض 6/ ز 4/ ظ 2/ ) ؛
اما بالنسبة للحروف المهموسة جاءت على الشكل التالي وقد بلغ عددها (648) : (أ 188/ ت 147/ ك 81/ ق 44/ ح 39/ س 36/ ه 36/ ف 30/ ط 15/ ش 15/ ص12/ خ 5/ ) ؛
من الأصوات المهموسة التي احتلت المرتبة الاولى في التكرار هو حرف (الألف) حيث تكرر (188) مرة ، وهو من أصوات المد التي تفيد الدعاء والتوسل وايصال الرجاء والشكوى وكتمان الالم ، ( اليك/ أنت/ البحر/ كأشجار/ أتردد/ الرياح/ الامنيات /… الخ) ؛
وجاء حرف (التاء) ثانياً حيث تم تكراره (147) مرة ، وهو صوت يعبر عن الحزن والبكاء ويوحي بالتعب والمعاناة ، (تنتظر/ مترقبة/ هبت/ المتقدة/ لاتتردد /… الخ) ؛
في المرتبة الثالثة اتى حرف (الكاف) حيث تكرر (81) مرة ، وهو صوت شديد انفجاري ، يدل على الرقة والضعف ، (كي/ هواجسك/ ككل/ لسانك/ كطائر … الخ) ؛
وجاءت الاصوات المهموسة الباقية كالتالي : (ح. 39/ س 36/ ه 36/ ش 15/ ط15/ ص12/ خ5/ ف3/ ) .
وهكذا قد غلبت الاصوات المجهورة الاصوات المهموسة ، وهذا دليل على حالة انفعال شعري لدى الشاعرة ، استطاعت من خلاله ان تْجسد ما ارادت ايصاله الى المتلقي النموذجي ، حيث تمكنت من مقاربة خطابها الشعري مع الواقع الحياتي واليومي ، استعمال الشاعرة للأصوات المجهورة اكثر من المهموسة يعود الى شخصية الشاعرة التي امتازت بالتحدي والمقاومة وعدم الاستسلام فهي سريعة التغلب على مشاعر اليأس والاحباط .
____________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق