الأربعاء، 17 يوليو 2024

الفِلِسْطِينِيُّ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 الفِلِسْطِينِيُّ .

***سيّدة أُورُوبّيّة تَطْلُب مُرَاقَصَةَ فلسطينيّ***

لَا تَــطْـلُبِــيـنِــيَ لِلْـمَـيْـدَانِ... سَيِّـدَتِي...

فَالرَّقْصُ لَيْس عَلَى الإِطْلَاقِ مِنْ شِيَمِي

أَنَــا جَـرِيـــحٌ... وقَــلْـبِي نَــازِفٌ أَلَـــمًـا

فَكَيْـفَ يَرْقُصُ مَنْكُوبٌ عَلَى النَّـغَـمِ؟

هَـوِيَّـتِـي، طَمَـسَ الأَعْـدَاءُ صِيغَـتَـهَا

والـبَيْـتُ هُـدِّمَ والآمَـالُ فِي سَـقَـمِ

والفَرَحُ اغْتَـالَهُ "صُهْيُونُ" مِنْ أَمَدٍ

لَمْ يَبْـقَ لِي فَرَحٌ فِي مَوْكِبِ الـعَدَمِ

لَا وَطَنٌ يَحْتَمِـي فِي أَرْضِهِ جَسَدِي

لَـمَّـا أَمُـوتُ ولَا رِيـحٌ مِنَ الـنِّـعَـمِ.

أَنَـا الطَّرِيدُ، إِذَا مَا رُمْـتُ مَنْـزِلَـةً

يَـذْبَـحُنِـي إِخْوةٌ ويَـلْعَـقُـونَ دَمِـي

أَنَا المُعَـانَاةُ، هَا شُؤْمِي يُـطَارِدُنِي

فَكُـلُّ مَاءِ قَـرَاحٍ، مَـالِـحٌ بِـفَـمِي

وكُلُّ غَيْـمٍ، وُعُـودُ الكُرْهِ طَعْـمَتُهُ

وكُلُّ بَـرْقٍ يَكُونُ صَاعِقَ الحِـمَمِ

قَدْ ضَاقَ بِي صَدْرُ إِخْوَانِي فَإنَّـهُمُ

يُسْقُونَنِي مِنْ عَذَابِ البُغْضِ والنِّقَمِ

وضَاقَتِ الأَرْضُ، حَتَّى أَنَّ عَالَمَكُـمْ

أَصْـغَرُ مِنْ دِرْهَـمٍ فِي كَفِّ مُنْـعَدِمِ

أَنَا شَـرِيدٌ وزَادِي حَـقُّ أُمْنِـيـةٍ

بِأنَّـنِـي عَائِـدٌ يَوْمًـا، وذَا قَـسَــمِي

فِي خَاطِـرِي أَلْـفُ بُـرْكَانٍ أُفَجِّرُهُ

لِلْمُعْتدِينَ عَـذَابًا سَاحِقَ الظُّلَـمِ

وفِـي فُـؤَادِيَ أَنْــوَارٌ يُــوَقِّـدُهَــا

عَزْمٌ عَلَى البَذْلِ والإِعْطَاءِ فِي شَمَمِ.

لَا تَطْلُبْينِيَ فِي رَقْـصٍ فَذَا وَطـَنِي

يَـدْعُو لِتَحْرِيرِهِ مَنْ لِلْجِهَـادِ ظَمِـي.

إِخْوانُنَا طَبَّعُوا لَا خَيْرَ يُرْجَى بِـهِـمْ

بَـاعُـوا قَـضِـيَّـتَنَا، جَـهْـرًا، بِلَا نَدَمِ.

حمدان حمّودة الوصيّف...  (تونس) 

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق