الثلاثاء، 16 يوليو 2024

مُتَنافِسُونَ عَلى الشَّذَا بقلم الشاعرة سعيدة باش طبجي☆تونس

 《مُتَنافِسُونَ عَلى الشَّذَا》

 

سَجَعَ الحَمامُ وغَرَّدَ القُمْرِيُّ 

والنّسْرِينُ منْ ثَغْرِ الأقاحِي يَرْشُفُ

واﻵسُ فاحَ بِنَوْرِهِ و أرِيجِهِ

والكَوْنُ أنْغامٌ وحِسٌّ مُرْهَفُ

والعِطْرُ يَسْري في جنائِنِ حَرْفنا

والنَّبْضُ في فيْءِ الشّذَا يَتَلهَّفُ


مَفْتونةٌ..قد رَفََّ قَلبي في الهَوَى

والعِشْقُ منْ حَرِّ الصَّبابةِ يَرْجُفُ

في جَوْقةٍ جَمَعَتْ بَدائعَ ضَادِنا

لَحْنًا و طيبًا والغَمائِمُ تلْطُفُ

في دِفْء أفْقٍ لازَوَرْدِيِّ المَدَی

وجوارحِي مِنْ دنِّ نُورٍ تَغْرِفُ

وأنا بِمَرجِ الحَرفِ ألْهَبُ جَذْوةً

بِدِثار نُورٍ و المشَاعرُ مِعْطفُ

جَذْلَى أمِيسُ ونبْضتي مُخْتالةٌ

ومِدَادُ حَرفي غَيْمةٌ لا تَنْشَفُ

وغِلالةُ الأنْوارِ تَكْسُو أفْقَنا

والحرْفُ عِطرٌ مخْمَليٌ مُتْرَفُ

وجَميعُنا في مَرْبعِ الضَّادِ الجَميلِ

نَجُولُ في رَوْضِ الزّهُورِ و نَقْطِفُ

مُتنافِسِينَ على الشَّذا و الكُلُّ في

مَرْج القوافي مُسْتَهامٌ مُدنَفُ☆

             ☆●☆

فنَسِيتُ أنّي كُنْتُ يَومًا شمْعةً

تَذْوِي وجُرْحًا بالمَواجِعِ يَنْزِفُ

والعُقْمُ يسْري في حَنايا نبْضةِ

مَثْلومَةٍ وكَمَانُها لا يَعْزِفُ

وصَهيلُ رُوحِي تائهٌ في لُجَّةٍ

لا مِنْ صَدًى..أو نبْضَةٍ تتَعطَّفُ

إلاَّ الجَوَى وصَقيعُ حَرْفٍ ذَابلٍ

دَمْعًا وثلْجًا..بلْ نَجِيعًا يَذْرِفُ

واﻵنَ فِي فيْءِ القَوافي أنْتَشي

وأجُوسُ بَحْرَ بَدائعٍ لا تُوصَفُ

بجَنَاحِ حَسُّونٍ و رِيشِ عَنادِلٍ

ويَراعَتِي رُمْحٌ و سَيْفي أحْرُفُ

حتَّى أرَى الوَطنَ السَّليبَ حَمامَةً

في بُرْجِ أنْسَامِ السَّلامِ تُرَفْرِفُ

وأرَی حُرُوفَ الضّادِ في شُطاَنِها 

تهْفُو ومِنْ مَدِّ اللآلِئِ تَغْرِفُ ☆


《سعيدة باش طبجي☆تونس》

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق