الخميس، 18 يوليو 2024

وصيته ... رواية / رضا الحسيني ( 27 )

 وصيته ... رواية  / رضا الحسيني   ( 27  )

                                      ( المفاجأة )

     خلال كل هذا كان زهران يستمتع بفعلته الكبرى التي لاينافسه فيها أحد بالعائلتين ، ألا وهي تصوير كل شيء بكاميرا الفيديو الخاصة به والتي قامت لأكثر من ربع قرن منذ عودته من الكويت بتوثيق كل اللحظات الجميلة التي يكون هو طرف فيها ، حتى أنه كان يعتقد أنه قد حضر أغلب المناسبات بالعائلتين لهذا السبب ، بالإضافة لأنه يحظى لدى الجميع بمكانة مهمة وغالية والكثيرون منهم يعتمدون عليه في أمورهم الهامة ويأخذون بمشورته

          استمر الحفل الجميل هذا في عيد ميلاد نجلاء لأكثر من ثلاث ساعات ، كان الحفل لنجلاء بمثابة الكمادات التي توضع لمريض حرارته مرتفعة ، فقد جاء في وقته الأنسب ، جاء برسالة هامة لنجلاء مضمونها كان واضحا جدا ،كأن كل هذه الأرواح التي حضرت حفلها هذا تقول :

_ نحبك ونعمل من أجل سعادتك

        لذلك كانت تنظر إلى وجوههم  المبتهجة بمنتهى الوضوح والنقاء ، فالوجه مرآة القلب والروح ، والإنسان لايملك القدرة الدائمة على تمثيل الفرحة ، لذلك لم تستطع أن تُفسد هذا الحفل بكل مافيه من بهجة وسعادة ، كان بداخلها في أول الحفل رغبة قوية أن تُفجِّر قُنبلة وصية زهران ، حتى تُوضع النقاط بمنتهى الوضوح فوق الحروف بوجود جميع ورثتها هي وزوجها من العائلتين ، ولكن شيئا ما جعلها لاتُلقي بالحجر في الماء ، أحست بروعة الليلة وقالت لنفسها السعادة التي صنعوها لي الليلة ربما تفوق كل ثروات الحياة المادية مهما بلغ حجمها 

        كانت نجلاء في هذه الليلة السعيدة تتنقل في جلوسها بين الجميع من العائلتين ، أحبت أن تبادلهم جميعا نفس مشاعرهم الجميلة نحوها ، فكل منهم جاءها يحمل شيئا مميزا لها ، مشي أو ركب من بيته حتى بيتها ثم تحمل مشقة صعود درجات السلم التي ربما تزيد عن المئة درجة ، فعلوا ذلك من أجل إسعادها ، من أجل أن يقولوا لها أن الحب أفعال وليس فقط مجرد كلمات وضحكات ، وتفاجئت وهي تحكي وتضحك معهم بزهران يقف أمامها بكاميرته يسألها :

_ اتمنيتي إيه وانتِ بتطفي الشمعة يانجلاء ؟

_ هههههه ليه بقى الفضايح دي ، خليها سر أحسن يازهران

_ كلنا اتفقنا على رغبة واحدة ، عاوزين نعرف اتمنيتي إيه ؟

_ بصراحة يا أبلة وجيدة : اتمنيت إن ربنا يفضل مجمعنا كده في الفرح بكل الحب الجميل ده 

                                  غدا نعود لبقية وصيته والمفاجأة الثانية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق