الاثنين، 12 سبتمبر 2022

 ثقيل على الطين هذا الصدى بقلم الشاعرة دنياس عليلة / تونس

 ثقيل على الطين هذا الصدى


تغمرني لجة العدم

كلما مررت بنساء 

يبذرن أنفاسهن على الأرض سدى

يسألني لحن غائر في الصدى

أي سر يخبئن في كف الوهم؟ 

لماذا تموت الأهازيج على شفاههن 

لماذا تغدو اللحون 

أوبيرا صامتة

أو أركسترا عازفة

بلا إيقاع و لا نغم   ؟ 

لماذا يضيق باب الأبجدية

لماذا يختنق المجاز

إذا انحاز لتاء التأنيث قلم ؟

 كم يصعقني سكوت العابرين خلف 

الآلام

كم يلسعني صقيع الحناجر

العالقة خلف الكلام

يشتث أعماقي موت الضمائر

المتطايرة جذاذا من حطام...

متعب هذا السفر 

على المساحات الخرساء

وأنا ثرثرة مشوهة

بعاهة البوح الأخرس

على الدوام...

ثقيل على  الطين 

هذا الصدى

الذي ينوح في أرجائه البوم

كما ينوح 

في أرضي و تاريخ عروبتي المكلوم

ثقيل على الروح ميت الطين

وأنا حياة

يلبسها العنفوان...

تقيلة عليّ هذه الروح

التي تسكنها

 مجرات الدجى

وأنا المثقلة بالأوجاع

الخفيفة من أشياء

تشكلها الظلام

ليتها تخلعني عواصم العتمة

ليتها تنكرني ذاكرة الأرض

أريد دما يعريني من طيني

أريد دما يفصلني عن جلدي

و يكشف عن رؤاي

لأني المهاجرة وحدي

في غابة من ضوء المطر

إلى برق العواصف

إلى أقاصي الأحلام

انادي روحي المتفرقة الى طين جديد

انادي اليّ...

أحث الخطى نحوي في كون بعيد

يمد في الأفق مرايا للشمس

و أطباقا من شهوات أنثاي


دنياس عليلة / تونس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق