السبت، 17 سبتمبر 2022

 (أنشودة أخرى للمطر ) بقلم الكاتبة الإعلامية مريم خضراوي

 (أنشودة أخرى للمطر )


يدفع نافذتي بعنف 

يقتحم الغرفة حتى 

شمّر الستائر ولحاف السرير،  

الخريف يتشمّر 

وقد عانقته بعنفه، 

بعطش البساتين وحنين الشجر.

طار حرير اللّحاف

والسّتار المنسدل من زمن

يفسحان الطريق للمطر

مطر..مطر .........


لباد القطن أينع نباتا من ليل الوسادة  

كأنه حلم يتعافى

أوانُه الخريف،

والمسند الموجوع بي 

يرقص من خلفي رقصة نهر بلا مجرى معروفٍ،

والشراشف تموج فوق"الكومودينو" 

 تحلحله نحو 

جذع ضاع  في الغاب  ،

نحو الخريف .

ماجت وراء الشباك شجرتي تلعق جفاف الزجاج ،

والأشواقُ التي تختبئ وراء "الدولاب" لم تنكسر،

 رغم ارتعاشتها 

تدفع بخشب الوقت للمطر .

مطر مطر ......


كلُّ دَرَج في حلاّقي يهتز

والمرآةُ تُشمّر عن صباها

عن "إصبع الروج" فوق التّسْريحة

فيحتقن بأنشودة السياب :

مطر..مطر 

وثريّا الدّار في العلا 

تتمنّى المطرَ في الثّرى مسبحا لضياها ،

مطرٌ

سحّ طهورا على "الماربل" 

طاهرا يغمر "الموكيت" حيث تستلقي منذ عام وصيف

على برود الرخام ..

وشبشبي العجوز على جانب السرير 

سيّحته السواقي عاشقا ينشد للمطر

مطر مطر ..


يا رعشة الفرح ونشوة البكاء ، 

أكاد أسمع :

شَرْقَةَ الشعراء 

في صوّان الكتب بموسيقى الماء

وكأن "نجم" يغني ؛

(المطر ملاّح تايه سواح

لابيعرف شط ولا بيرتاح....)....

ودرويش 

 إذ يدخل فاتحا للفرح ينفجر بالماء..


يا "سياب" 

إذا جاءك المطر الشِّمْر مرة 

لا تذكر خيانة الصيف

أدخل المطر ماء وانفجر 

فرحا مُراقا  ومطرا 

      مطر ..مطر  .....


مريم خضراوي


(وإذا جاءك الفرح مرة أخرى ، فلا تذكر خيانته السابقة .. أدخل الفرح وانفجر. -)

محمود درويش..


(الليل ملاح) قصيدة الشاعر أحمد فؤاد نجم.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق