الجمعة، 16 سبتمبر 2022

 قراءة لبعض أشعار أبي القاسم الشابي عدد 2 بقلم الكاتبة رفيقة بن زينب    *** 

 قراءتي لبعض أشعار أبي القاسم الشابي عدد 2


لقد أجال الشابي بصره في الطبيعة الساحرة من حوله فأيقن فتنتها التي لا تدركها  الأبصار ولكن قومه لم يحفلوا  بحديثه مما ضاعف ألمه وغربته فنضد لهم باقة من أزهار  الشعر النابض بالحياة  لعل شذاها يفتح شهيتهم المغلقة فتستهويها أذواقهم

العليلة  لكنهم  ظلوا أشد رفضا  فأدرك أنه غريب بينهم وكاد يعصف بهم في قصيدة النبي المجهول ثم ثاب الى رشده وعزم على  سلوك منهج اخر في حياته بعيدا عن قومه وبلاده كما حتم عليه مرضه ذلك وفي أحضان الغابات المحببة الى نفسه سكنت جراحه لينصهر في الجمال السرمدي الخالد  و السكون الدائم حيث امتطى مركبة خياله السحري الى مدينته الفاضلة .

لم تكن جراح الشابي الغائرة سوى جراح شعب برمته حملتها نفس واحدة ذات  قلب إنساني فاضت أحاسيسه بحرارة منقطعة النظير ولم يكن ذلك الألم سوى ينبوع النبوغ  لشاعرنا صاحب الضمير الحساس المرهف لاصطدامه بالواقع المرير  لبيئته المتعفنة لتتفجر من شعره أعذب الأغاني المعبرة عن أسمى الأماني لعمق  الشعور  بأسرار الحياة وعيوب المجتمع 

رغبة في حياة أفضل لقوم خائري القوى منهوكي الأجساد تافهي الأرواح ساذجي الأحلام لا يفقهون من معاني الحياة وجمال الوجود وطهارة الحب ونبل الحق وشرف الكفاح ومجد الشباب وروعة الحقيقة و قيمة الثورة ..... سوى النزر القليل .

وقد استهل أبو القاسم الشابي  عدة قصائد بأبيات تتغنى بقيمة القلب منها : قصيدة " كل قلب " و " يا قلبي الدامي " و " الى  قلبي التائه " الى آخره  .


رفيقة بن زينب    ***   رفيقة بن  زينب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق