الجمعة، 16 سبتمبر 2022

ذكرياتي بقلم راوية شعيبي

 ذكرياتي

_______________

راوية شعيبي


"و عدنا إلى شرفتنا القديمة...مكان اللامكان

على حافة شاهقة جلسنا و فتحنا حقائب ذاكرتنا...

هنا طاولتنا البيضاء تحمل أثار فناجيننا

و تلك قنينة الماء نصف ممتلئة

تراقب غيابنا الطويل عنها

لكن من حطّم نصف الأعمدة التي كانت تمنع عنا الخطر

بيننا و بين السقوط صخب عارم 

و أضواء السيارات تكسر شفافية نهارنا

صوت قادم من المذياع ينبئ عن سفر جديد في أثير اللحظات

أنا بجسدي الآثم و أنت بثوبك الذي قد من إيمان

و بين النقيضين ينطفئ جمر الكلمات ...

أنا أعلمك عريّ الحروف و أنت تخمر كنه الإعتراف

هنا تبادلنا سكوتا أحرق شفاهنا و أغرقنا دمعه الأسود في سيل من التأويلات ...

في شرفتنا المحلقة ذاكرة ورقية تشطب سنين مكوثنا فيها و تضيء عمر غيابنا عنها... المكان مازال يرددنا أناشيدا متصاعدة ...و غبائره تؤكد أن ظلنا ممتد على كله منذ رحلنا...

نحن ولدنا فيه يوم التقينا و متنا حين تعالى الصمت فينا ...

تلك الوجوه العابرة تراها تراقبنا و تسكب الخطيئة في نقاء فناجيننا ...

و الخطى العرجاء التي تدعي لامبالاة تعودنا كلما باعدت المسافة بيننا و بين ثناياها...

الصمت اتسع بيننا و مسوّدة هاتفي امتلأت حروفا لست أفهمها ...

و عمّت الأرجاء بالفراغ يصغي لصدى أسئلة تحيرني ...

ما الذي غيّرك و ليس في أرجاء الشرفة سواك؟

ما الذي نفى تفكيرك إلى مسافة خارج قلبينا 

و كيف غرّبتني عنك و أنت في عيني ظلال أشواق ...

ربما ثنائية فناجيننا سببا في فراقنا ...

كان علينا أن نجمع شمل أخبارنا في فنجان واحد لنغرق سويا في حرارة العناق ...

في صمتنا بوح فوضويّ تلتحم فيه بداية عتيقة مع قديم جديد... 

وحده برد اللقاء مرتب و يعي معنى الإنعتاق ...

نحن لا نملك كتابا يأخذنا إلى قاعة حوار مغلقة ...

و لا جريدة نتصفح فيها وجوه المشاهير ...

هنا أنا و أنت ...متشابهان في غربتنا ...

شهيران في ذاكرة الغياب ...

وعود منتهية آوانها ...تلاحق آمالا استنفذت كل صلوحيتها في بداية وهميّة لشعور قويّ...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق