الأحد، 12 يونيو 2022

على تُخُومِ الإنْهِيَار بقلم الشاعرة سعيدة باش طبجي☆تونس

 ●《على تُخُومِ الإنْهِيَار》●

عَادَ الرَّبيعُ و جَذْوَتِي مَا عَادَتْ
والمُزْنُ جَادَ و غَيْمَتِي ما جَادَتْ
و زَهَا الضِّياءُ بِنَوْرِهِ و عَبيرِهِ
وزُهُورُ حُلْمي قَد ذَوَتْ أو كَادَتْ
و تَهادَتْ الأسْمَارُ في صَيْفِ الشَّذا
وأنا شُجُوني فِي الشِّغَافِ تَهَادَتْ
و ثُلُوجُ شَيْبِي كَلّلَتْ هَامَ المُنَى
حَتَّى تَرَاخَتْ صَبْوَتِي بلْ بَادَتْ
و قَصَائِدي قَدْ ضَيَّعَتْ شِصَّ الرُّؤى
آلاءَ مَرجَانِ الهَوَى مَا صَادَتْ
☆☆☆
هَذِي عَذَاباتُ الحُرُوفِ تَفاقَمَتْ
و عَلى تُخُومِ الاِنْهِيارِ تَمَادَتْ
و تَدَحرَجَتْ مِنْ شَاهِقٍ أنْفَاسُها
و مَعَ المَجَازاتِ العِجَافِ تَصَادَتْ
و المِلْحُ منْ حِبرِي تَسَاقَطَ دَمْعةً
سَالتْ على خَدِّ القَصیدِ فَزَادَتْ
خَاضَتْ عُبَابَ العُقْمِ تلْعَقُ مِلْحَها
مَا عَنْ قَتادِ الصّخْرِ يَوْمًا حَادَتْ
عَبَّتْ مِنَ الزّبَدِ المُخَضَّبِ بالدِّمَاءِ
و رَغْمَ أحمَالِ المَواجعِ نَادَتْ
نَادَتْ صُخُورَ الغَمْرِ تُنْجِدُ عُقْمَها
لكِنْ صَدَى صَوْتِ العُبابِ أعَادَتْ
ما فَاحَ بوْحٌ فِي مَسَاءاتِ الأسَى
ما فَادَ حُلْمٌ و الرُّؤى مَا فادَتْ
ليْلٌ غُدَافٌ فَوْقَ مَوْجٍ كَاسِرٍ
فيهِ خَفَافيشُ الدُّجَى قَدْ سَادَتْ
☆☆☆
لكِنْ هُناكَ على مَشَارِفِ شقْوَتي
شَذَراتُ ضَوْءٍ في المَدَى قَدْ مادَتْ
تَخْتالُ في الأفْق البَعيد..تَرُودُني
بِدُرُوبِ نُورٍ للذّخائرِ قادَتْ
و تُرَاوِدُ النَّبضَ الكَسِيحَ بقُبْلةٍ
مِنْ ثَغرِ عَشْتارٍ بِعِشقٍ جَادَتْ
حَيَّتْ و أحيَتْ ..فاسْتَفَاقتْ جَذوَتي
واللّهْفةُ الزّهْرَاءُ عَرشِي شَادَتْ
فوْقَ الذُّرَى الشَّمّاء حَيْثُ النّسْرُ
يَرفُلُ و المَوَاجعُ في الجَوارحِ بادَتْ
في مَوْسِم الأملِ المُعَمَّدِ بالمُنَى
حَيْثُ الرُّؤَى نَبْعَ العَجائبِِ رَادَتْ
و بٍكِلْمَتي و سُطُور بوْحي و القَوافِي
و الأهَازيجِ احتَفَتْ وأشَادَتْ
و العَتْمَةُ الغَبْراءُ أضْحَتْ بُهْرَةً
عَنْ مُقْلتَيّ و عَنْ ورِيدِي ذَادَتْ
و الغَيْمةُ الغَرَّاءُ أهْمَتْ بالشَّذَا
و مَعَ العَنَادِلِ و الوُرُودِ تَنَادَتْ
لِتُخَلِّصَ الأحلَامَ مِنْ جُبٍّ بهِ
رَسَفتْ وفي رَمْسِ النَّواٸبِ اؔدَتْ
☆☆☆
لا تَسْعَدُوا...ماذَاك إلّا غَفْوةٌ
أضْغاثُ حُلْم..ذِكْرياتٌ عادَتْ
أو هَلْوَسَاتٌ مِنْ تبارِيحِ الضّنَى
أوْهَامَ أشْواقِ الشّبَابِ أعادَتْ
ِلِتَحُوكَ لِي بُردًا منَ الأمَلِ المُخَضّبِ
بالسَّرابِ...فأتْقنَتْ و أجَادَتْ
صَدََّقْتُ لُعبَتَهَا و كُنْتُ بفَكِّها
غِرًّا أبَاحَتْ حُلْمَهُ و أبادَتْ
بَلْ إنّهَا كَفُّ المَقاديرِ الّتِي
تَهْمِي بِنا حَيْثُ الغُيُومُ أرَادتْ
يَا وَيْلَنا مِنْ غيْمةِ الأحزَان إنْ
سَادَتْ على أفْقِ الرُّؤَى وَ تَمَادَتْ☆
《سعيدة باش طبجي☆تونس》
《 جوان 2022》

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق