الخميس، 23 يونيو 2022

الْإِنْسَانِيةُ بقلم الشاعر أحمد صلاح

 الْإِنْسَانِيةُ

يَا مَنْبَعَ الْوِجْدَانِ فِيْ الْإِنْسَانِ
مَاذَا سَيَكْتُبُ عَنْكِ حَرْفُ بَيَانِيْ
هَلْ أَنْتِ اِسْمٌ قَدْ تَجَرَّدَ رَسْمُهُ
عَنْ كُلِّ معنًى شَامِلٍ وَحَنَانِ
أَمْ أَنَّ فِيْكِ مِنَ الْخِصَالِ بَهِيُّهَا
وَمِنَ الْجَمَالِ جَمَالُهُ الرَّبَّانِيْ
لَوْلَاكِ مَا اخْتَارَ الإلهُ لِاِسْمِكِ الْ
إِنْسَانَ عَنْ مَلَكٍ وَعَنْ شَيْطَانِ
لَوْلَاكِ مَا سَجَدَ الْجَمِيْعُ لِآَدَمَ
لَمَّا تَعَلَّمَ عِلْمَ كُلِّ مَعَانِ
وَأَتَتْ عَلَىْ أَفْعَالِهِ أَثْمَارُهَا
عَدْلًا وَحِلْمًا رَأْفَةً بِتَفَانِ
حُبًّا وَإِيْثَارًا وَبَذْلَ مَعُوْنَةٍ
حُرِّيَّةً وَتَوَاصُلًا بِأَمَانِ
وَوَفَاءَ دَيْنٍ وَالْكَرَامَةَ وَ(الْعَطَا)
وَتَحَقُّقَ الْإيْمَانِ بِالْأَدْيَانِ
كَمْ مِنْ كَرِيْمٍ لَاحَ نَجْمُ
خِصَالِهِ
فِيْ صَفْحَةِ التًّارِيْخِ فِيْ الْأَزْمَانِ
أَمْثَالِ حَاتِمِ طَيْءِ فِيْ إِنْفًاقِهِ
أَمْوَالَهُ فِيْ خِدْمَةِ الضِّيْفَانِ
وَسَخَاءِ عُثْمَانَ الْكَرِيْمِ وَجُوْدِهِ
بِشِرَاءِ فِرْدَوْسٍ مِنَ الرَّحْمَانِ
وَتَجَسَّدَتْ صِفَةُ الْأَصَالَةِ فِيْ فَتًى
يُدْعَى بِلَالٌ رَافِضُ الْإِذْعَانِ
لَمَّا أَطَاعَ اللهَ فِيْ تَوْحِيْدِهِ
أَحَدٌ (أَحَدْ) مَا مِنْ إِلَهٍ ثَانِ
وَالْحُبُّ وَالْإِيْثَارُ جَادَ بِهِ فَتًى
يُدْعَى عَلِيٌّ صَفْوَةُ الدَّيَّانِ
لَمَّا افْتَدَى خَيْرَ الْبَرِيَّةِ مُوْقِنًا
بِيَقِيْنِ عَدْلِ اللهِ فِيْ الْمِيْزَانِ
وَالْعَدْلُ فِيْ حُكْمِ الرَّوَاشِدِ وَالْهُدَىْ
فِيْ هَدْيِهِمْ وَالْنَهَجِ بٍالْقُرْآَنِ
هَذِيْ الْخِصَالُ وَمِثْلُهَا أَضْعَافُهَا
إِنْسَانُنَا بِضَمَائِرِ الْأَبْدَانِ
فَإِذَا تَجَرَّدَ مِنْ جَمَالِ نَقَائِهَا
قَلْبُ امْرِئٍ سَيَصِيْرُ كَالْحَيَوَانِ
لَا يَنْتَهِيْ عَنْ فِعْلِ كُلِّ قَبِيْحَةٍ أَوْ يَهْتَدِيْ لِلْخَيْرِ وَالْإِحْسَانِ
فَتَرَاهُ أَعْمَى الْعَيْنِ مُسْوَدَّ الْحَشَا
يَهْوَى الرَّذَائِلَ دَائِمَ الشَّنَآَنِ
يَجْرِيْ إِلَى أَهَلِ الْغُوَايَةِ واْلأَذَىْ
وَيَطِيْعُ كُلَّ مُخَاتِلٍ خَوَّانِ
يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ دَعْكَ مِنَ الرَّدَى
وَاجْنَحْ إِلَى التَّسْلِيْمِ والِْإِيْمَانِ
بِمَبَادِئِ الْأَخْلَاقِ كَيْ تَحْيَا بِهَا
عَهْدًا جَمِيْلًا زَاهِيَ الْألْوَانِ
لاَ خَيْرَ فِيْمَا دُوْنَ ذَلِكَ إِنَّهُ
عَبَثٌ وَأَهْوَاءٌ وَرَسْمُ أمانِ
|
أحمد صلاح
اليمن-صنعاء
٢٠٢٢/٦/٢٢م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق