الخميس، 23 يونيو 2022

قصة قصيرة //فنون الرّد // بقلم الكاتبة سوسن العوني

 قصة قصيرة

//فنون الرّد //
قالت له؛ لا أستطيع أن أصِف لكَ شَكلَ قَلبي عِندمَا أحدّثكَ، تَخيَّل كمْ هُوَ مُتيّمٌ بكَ... إنّه يُضئ كُلَما رأيتُكَ وحدّثتكَ.
نظَرَ إليْهَا مُبتَسمًا وفي إبتسامه نوعٌ من السخرية وردّ قائلا؛
أنا رجلٌ شرقي إبن ريف مهما زادَ علمي لا تَستَهويني الأنثى الجريئة التي تتحدّث عن مَشاعِرها دونَ حَرَجٍ.
تفاجأت بردّه وأحسّت أنّها ركضتْ نحوَ العدَم ، إستجمعت أنفاسها وأردَفت :
مشاعري واضحة ولا أستطيع التّظَاهُرَ بعَكْسهَا أيها الشرقي... فالحبّ لم يكن يومًا خَطيئة، كم خابَ ظني حين إعْتَقدتُ أنكَ تُؤمِنُ بمَا تكتبُ من قصصٍ وروياتٍ عن الحبّ.
قاطعها قائلا :
أكتُب عن العشق و أألِّفُ عن الغرام لأننا مجتمع متلهّف ومتعطّشٌ لكل ماهو خيالي ولا يَمُتّ للواقع بصلةٍ،، ويوم أفكّر بالإرتباط سأكون واقعيّا وأختارُ تِلكَ البسيطة ذاتَ التّعليمِ المُتوسّط لتكونَ أمَّا وربّةَ بيتٍ فقط.
حَدّقت فيه بدهشةٍ وذهولٍ وخيبةٍ وسألته؛
هل تخْشَى المُثقّفة؟!
رسَمَ من جَديد تلكَ الإبتسامة السّاخرة و ردّ بكل برودٍ؛
هذا النوع من النّساء تكونُ كَثيرَةَ الجَدَلِ ، لا تُطيعُ أوامري ، تَتفَلسَفُ كثيرا وأنا لاأميلُ فعلاً لمن تَقرأ كُتُبا وتدّعِي أنّهَا مثقّفة.
قالت بعد أن رفعت رأسها عاليا وعَدّلتّ جَلسَتها وكَأنها إستَفاقت من غَفوَتِها : أنتَ شَخصٌ نَاقص وتَخشى أن تَكتَشِفَ نُقصَكَ هذهِ المُتعلّمة الحالمة الطَّامِحة المُثقّفة....
فقد صدقَ من قال لاَ يَغُرّكَ غلافَ الكِتاب قَلّب الصفحاتَ جيّدًا وتأكّد من محتواه.
لم تترك له حَقَّ الردّ ورحلت بعيدا بعد أن علّمَها فُنُونَ كَبْتِ المشاعر.
سوسن العوني
تونس 22//06//2022
Peut être une image de 1 personne, position debout et intérieur

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق