الأحد، 19 يونيو 2022

خاتمة لرواية خان الخليلي للكاتب نجيب محفوظ بقلم تسنيم صغير

 محاولة في إنهاء رواية خان الخليلي:

الوداع يا خان الخليلي.. الوداع ايها الماضي التعيس، يا ايتها الاحزان، يا ايتها الخيبة...
حل صباح اليوم التالي و أتت الشاحنة لتنقل بضائعهم لحي الزيتون... اين سيستقبلون رمضان متمنين عدم نزول الخيبة كما حل في السابق ، وان يختم على الخير على عكس ما ختم عليه السابق..
ومرت الأيام.. وبدت كالبراعم في وجه احمد عاكف ، تتفتح يوما بعد يوم بإشراق و جمال. فأخيرا بعد دأب من العمل والجد في وزارة الأشغال ترقى اخيرا إلى الدرجة السابعة ، لم يستطع كبت فرحته لهذا الخبر وراح يصرخ مغنيا صادحا باحلى الاناشيد:" يا فرحة إجت بعد الزحمه..يا بدر طلع بعد السحاب.." وكانت هذه الأغنية من تأليف قلبه، من قلبه الذي ذاق طعم الأمل المنشود لأول مرة في حياته... عاد إلى البيت بوجه ربيعي متورد، بينما كان الأبوان قابعان في الماضي الأليم.. رفعت الام رأسها له و قالت:" قل لنا ما جعل الربيع يعود إلى قلبك؟ عله يعطينا بعض العبق.." فقال لهما متحمسا:" احزرا ماذا؟ لقد تمت ترقيتي اليوم إلى الدرجة السابعة في وزارة الأشغال!" فتعالت الزغاريد من فم الام ، وهي أول الزغاريد حارة تعلو منها مذ ان مات رشدي، ووضع الاب يداه على صدره مرددا :"الحمدلله الذي أحيانا بعد موتنا وإليه النشور" فراح احمد مرددا في نفسه:" نعم، انها حياة الفرج بعد أن كنا قابعين في قبر الضيق واليأس.. فالحمد لله دائما و ابدا"
وبدت روائح البيت تتعطر بطيب العيد، عيد بعد صبر، عيد بعد المشقة، عيد بعد سنوات طوال من العزوبية و الوحدة ، ليغرم اخيرا بمحبوبته " سلام" وكان اسمها على جسمها.. سلام في الحسن، سلام في الأخلاق.. ابتسم له الحظ اخيرا بزمالته مع أخيها... فقرر محادثته في شأنها ثم راح قافزا إلى أمه مقررا خطبتها .. ومرت الايام. في الحادي والعشرون من شهر شوال، موعد الزفاف، حيث الزينة و روائح البخور في الاجواء، حيث عادت الأم إلى شبابها و زينتها ، حيث توردت سمات الاب من الكرب إلى السعادة.. لم يصدق احمد عاكف ما آل إليه أمره بعد الانتقال، من سجن إلى حرية ، من سواد الى جنة الدنيا...
فجمع الاب الجميع من حوله وقال: فلنسجد...
فسجدوا.. سجدوا حمدا و شكرا على هذا الفتح المبين..
فودعوا أحزانهم وساروا الى المستقبل السعيد
°•النهاية°•
تسنيم الصغير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق