الأربعاء، 22 يونيو 2022

ــ تقاسيم الوجع ــ بقلم الأديب محمد الهادي بن عبدالله / تونس

 شعر / محمد الهادي بن عبدالله / تونس

ــ تقاسيم الوجع ــ
ركبت النّجوم
سرحت مع الليل غيمه
تحمّمت حلما
بضوْء القمرْ ..
تراقص شبحي
مع طيْف فجر
مع نور صبح
طغى وآنفجرْ ..
هناك هواي أسير
شريد في موْج حنان
دفين وراء الغيوم
مضى وآستترْ ..
سأوقظ شعبي
من النّوم دهرا
لعلّ قطار الزّمان يعود
لعلّ الكرى يندثرْ ..
لقد عشت عمرا
وأرضي سليبه
توارت في عمق التاريخ
بصبر طويل و مُرْ ..
حلمت بفجر جديد
حلمت بعشق وليد
حلمت بسرب سلام
حلمت بشعبي آنتصرْ ..
ركبت السفينة يوما
تعلّقت خوفا بهذا الشّراع
تأرجح ذاتي
سقطت هناك في عمق الحفرْ ..
كشلاّل نور سرى في عروقي
كعشب بليل طريّ
كسُحْب فراش وطيْر
هناك آنقبرْ ..
كصفعة خوف لعين
كرجفة طفل شريد
كأمّ جريحه كسيره
هنا تنتطرْ ..
كتبت على الصّخر شعري
رسمت على الماء وجهي
دفنت نواحي
وهذا صراخي بدون وترْ ..
رفعت يديّ
أحيّي شهيدا
مضى في سبات عميق
مضى خلف عشق ونور البصرْ..
لقد خان عهدي
زمان الغروب المريب
وصاح غريبا صريعا
يدكّ الحجرْ ..
أنا في دياري كطيْر يتيم
كغصن هزيل ينوح
كأوراق حُبّ تموت
كدمع الشّجرْ ..
أنا بين ناسي غريب
أنا من شعوري سليب
أنا في ذهول
أنا غارق في الضّجرْ ..
توقّفت دهرا
أراقب ذاتي
صبرت كثيرا
مللت الوقوف في درب العمرْ ..
هناك أبيع شعوري
أبيع حكايات شعبي
في سوق مليئه بغيْم
لكلّ البشرْ ..
فتحت شبابيك شمسي
أطلّ الشروق حزينا
نظرت لهوْل كبير هناك
أطلت النّظرْ ..
تدفّق حزني كسيرا
كبسمة جُرح
كشلاّل همّ
جرى وآنهمرْ ..
أفقْ يا خيالي
فأنت الغريق في بحر الظلام
وأنت السجين في عمق المنام
أفقْ ، هيّا سِرْ ..
فيا أرضي هيّا سريعا
نعانق طيْر السلام
لكِ منّي كثير القُبل
وباقة ورد وعطر زهرْ ..
فرحنا كشمس تزغرد
رقصنا كمولد نجمه
عبرنا الزّقاق الطّويل
وشاء الإله وشاء القدرْ ..
كأمسي تذكّرت موْتا وموْتا
كيومي كبرت مع حلمي صمتا
جرت في عروقي دماء حزينه
سرى من عيوني شررْ ..
صرخت وحيدا في وادي الضّباب
دفنت سؤالي بدون جواب
فضاع صراخي كريح عقيمه
في صمت طويل هناك آنحسرْ ..
شدوت بلحن حزين عليل
تراقص حلمي بدون أمل
فصرت كألف فراغ مهول
وصرت كنار هنا تستعرْ ..
سننشد نشيد الرّجوع
سنزرع بذور الدّموع
سنغرس كما كنا يوما زهورا
ويأتي المطرْ ..
سلامي لأرضي اليتيمة السليبه
سلامي لشعبي الكبير العظيم
سلامي كثيرا لأهل السلام
سلام كثير رقيق عطرْ ..
ــــ محمد الهادي بن عبدالله / تونس ــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق