الأحد، 19 يونيو 2022

مِئةُ صَنَم ... بقلم الأديب : خضر إمواس / فلسطين .

  مِئةُ صَنَم ...

مَوتورةٌ مَسحوقةٌ قزمةٌ هذه الأُمَّةُ بتقاليدها وبكلِّ القيّم ، ما صَغُر منها وما عَظُم ، تطحن أوتارها طوعاً وتدق عظامها عظماً عظم ... تُزَّين مائدة السيّد الوالي بهاراتٍ... !! وجدّه أشعثٌ ابن لُكَع ما ملك الاّ العدم ... يرمي إليها فتات أو بضع لقم ، تقنع وترضى وتصاب بالسّقم والجهل والنِقَّم ، وهو يرفل في ثوب آلاءٌ ونِعَم ...إن فنى وثنّ معبودٌ أو رَثَّ صَنم ، إستبدلته الأمّةُ بمئةِ صَنم !! من صنعه ؟؟ جاهلية !! لا ...في الأولى الأسيّاد طعاماً تمراً عجنوه ، وإن جاعوا أكلوه !! وفي الأخرى ، العُبّاد صنّعوه من لحمٍ وشحمٍ ودمٍ ...ثم ارتفع وعلا و بنى من جماجمهم هرماً بل مئة هرم ...
اليوم ، داست اللّات وهُبَل العصر ، الأمّةَ بنعلها ودهكتها بحافر خيلها ومئة قدم .... وفي ظلال العُزّى ومناة و... نبتت لحية شيطان وتَعَمَمّ ، وأصبح مستشارٌ مُهابٌ كريمٌ وأكرم ، وصارت الأمّةُ تصفق وتحلق فرحاً لولي العهد المحترم ، عسى يُدنيها ويَسقيها شربةً من عصائر جوربٍ قديمٍ خَرِم ، ويُطعمها ويُتخمها مدنيةً شهيةً ورخيص لحم !! ويُلهيها سُنّيٌّ ، شيعيٌّ ، مالكيٌّ ، شافعيٌّ وابن حزم !! فاستمرأت الأمّةُ طأطأةً، هواناً ، ألزمته في طقوسها ولَزِم ... هامتها محنيةٌ وأكتافها مُقَوّسةٌ ، لن تستقم ، نَسيت مُوَرِّثاتها ، ونُسِّيت ، وكأنها جُبِلت من طينةِ عبيدٍ ولَمَم ...
"حاضرٌ مولاي " و" نعم " ترانيمها وتراتيلها كل يوم ... دفنت " لا " عاريةً في لحدٍ حصينٍ منيعٍ ومُحكم ... بلا دعاءٍ خافتٍ قُبيل الفجر علناً ، أو سراً في الخفاءِ والظُّلَم ... غشى بصرها وبصيرتها عشىً ، عَوَراً ، عمىً ،هَجَم عليها وهَجَم .....فمتى تُلصق عيونها "نظّارةً " تُزيح سحباً ركاماً وغيّم ........ذي بدء ، تَحْتَرِمُ ذاتها ، ثم تُحترم وتُحترم وتُحترم !!؟؟؟ ..... لا تلوموا ثرثرتي ، عبثي ، بعبعتي ، وإن زاد أو رَكُم ، فعاجزٌ وليس بمقدوري بناء معبد صنمٍ أو حبس مداد حبري والقلم !!
____________________
الأديب : خضر إمواس / فلسطين .
June 2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق